تركّز أيضاً العديد من الهيئات والمنظّمات الأجنبية في القاهرة على تلك المرحلة، لكن من زاوية العلاقة الخاصة التي ربطت أسرة محمد علي باشا التي حكمت قرابة مئة وخمسين عاماً (1805 -1952) بأوروبا، والسعي إلى محاكاة نماذج الحكم فيها ونقل جانب من الحياة الثقافية والفنية فيها.
حتى الحادي والثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، يتواصل في "مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأميركية" في القاهرة، معرض "الأميرة فوزية: ازدواجية صورة المرأة المصرية من خلال عيون مصرية وغربية" الذي افتتح في الثالث من الشهر الماضي.
يبرز المعرض رؤية وسائل الإعلام في مصر للأميرة (1921 – 2013) التي مثّلت نموذجاً في مبادراتها الاجتماعية وتأسيسها جمعيات خيرية هدفت إلى تحسين أوضاع النساء المصريات، مقابل رؤية أخرى تشكّلت في العرب حولها بوصفها صاحبة دور سياسي.
اعتمد المنظّمون على بحث قامت به الباحثة جانا أمين حول شقيقة الملك فاروق، آخر ملوك مصر، والزوجة الأولى لشاه إيران من خلال العودة إلى المواد الأرشيفية الموجودة في الأرشيف الوطني للمملكة المتحدة، وفي "مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأميركية".
في مجلات "آخر ساعة" و"المصور" و"راديو مصر" وجرائد "الأهرام" و"المصري"، يظهر الحضور الكثيف للأميرة فوزية، حيث تمّ جمع الأرشيف المتعلّق لها وحفظه ورقمنة مجموعة صور ألبوم الزفاف الذي جمعها بشاه إيران محمد رضا بهلوي في 15 آذار/ مارس عام 1939.
استمر البحث في الوثائق مدّة عام عن المرأة التي ولدت في الإسكندرية من أصول مختلطة؛ ألبانية، تركية، فرنسية وشركسية، وأكملت تعليمها في سويسرا حيث أتقنت اللغتين الفرسنية والإنكليزية، وبعد عودتها إلى مصر بفترة بدأ التجهيز لارتباطها بالشاه لاعتبارات سياسية لدى صنّاع القرار في القاهرة وطهران، وعواصم أخرى بحسب بعض المصادر التاريخية، واستمر الزواج حتى عام 1948 وأنجبت منه الأميرة شاهيناز وقد حظيت حينها باهتمام من الإعلام الأوروبي، وأثيرت العديد من الشائعات حول علاقاتها وحياتها الخاصة في تلك الفترة.
بعد انفصالها وعودتها إلى مصر، تزوجت ثانية من العقيد إسماعيل شيرين ولم تغادر مصر بعد ثورة يوليو/ تموز عام 1952 التي أطاحت بشقيقها الملك فاروق، حيث ظلّت مقيمة في الإسكندرية حتى رحيلها عام 2013.