"مطبخنا غير"... مشروع طبخ منزلي

13 يونيو 2016
صابرين السنونو (عبد الحكيم أبو رياش- خاص العربي الجديد)
+ الخط -

تُسابق الفلسطينية، صابرين السنونو، (38 عاماً)، الزمن، من أجل الانتهاء من تحضير أجود أنواع المأكولات، في مطبخ بيتها الخاص، وعبر إمكانيّات مُتواضعة، لبيعها لصالح زبائنها الصائمين في شهر رمضان في قطاع غزة.

وبعد أنّ تعرّض منزلها للقصف الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزّة عام 2014، سعت السنونو لتحسين دخل أسرتها، عبر المشروع الذي أطلقته قبل 5 أشهر، من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي على "فيسبوك"، أسمتها "مطبخنا غير".

وتُحضِّرُ السنونو أنواعاً مختلفة من المأكولات في منزلها، بناءً على طلب زبائنها في غَزّة، والذين يتواصلون معها عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك"، والتي لاقت رواجاً واستحساناً من كلّ من تذوق طعامها، كما أوضحت لـ"العربي الجديد". "فكرت في مشروع المطبخ بإعداد بيتي، لأنّه هو الشيء الذي أُتقنه وأُحبه".

تقول السنونو التي تشير إلى أنها وجدت تشجيعاً من العائلة وزوجها، خاصَّةً أنّ الأخير طبّاخ ماهر، وهو الذي أشرف على تعليمها. وتضيف أنَّها تلقّت الدعم والتشجيع في البداية، الأمر الذي دفعها إلى تحسين عملها وأدائها والاستمرار.

وتشير السنونو، وهي أم لأربعة أطفال، إلى أنها اختارت اسم مشروعها "مطبخنا غير"، بعد أن أشاد زبائنها بأكلاتها ونظافة إعدادها، بالإضافة إلى أسعارها المعقولة، والتي تختلف بين طبق وآخر. وهي لا تعمد على أسعار باهظة، بسبب الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي يمرّ بها القطاع. وتعتبرُ السنونو مشروعها عائلياً إلى حد كبير، إذ إنّه في الوقت الذي ازداد حجم الطلب على عملها، يقوم زوجها بمساعدتها بتحضير المأكولات، إضافة إلى ابنها، الذي يقوم باستقبال الطلبيّات واستفسارات الناس على صفحة الإنترنت.

وتُدير السنونو مشروعها، عبر صفحتها الخاصة على "فيسبوك" من ترويج لمأكولاتها، واستقبال طلبات الزبائن واستفساراتهم عن أسعار الوجبات التي يريدونها، موضّحة أن الطلبيات المُجهزة تصل للزبون عن طريق خدمات التوصيل السريع، أو بحضور الزبون نفسه إلى المنزل.



وتبين السنونو أنّها تقوم، في أحد أيام الأسبوع، بإعداد قائمة الطعام التي تعتزم إعدادها، وتنشرها عبر الإنترنت، وتنتظر لتستقبل الطلبات من متابعيها عبر فيسبوك، ممّن يرغبون في شرائها. وأحياناً تقوم بإعداد الأطعمة، التي يطلبها الزبائن بشكل خاص.

وتصلُ وجبة الطعام المُعدَّة لأربعة أشخاص، إلى 45 شيكلاً (أي حوالى 12 دولاراً أميركياً)، وتستقبل السنونو الطلبات قبل يومين من إعدادها، ليتسنّى لها تنسيق وقتها بين تحضير الوجبات المطلوبة، وبين الوجبات التي تُعدِّها لعائلتها وبيتها.

وتوضِّحُ السنونو أنّها تستقبل طلبيّات المأكولات حسب قدرتها الخاصة، وتعتذرُ عن البعض، نظراً لكثرة الوجبات المطلوبة في بعض الأوقات، ولقلَّة الإمكانيّات الخاصَّة بمطبخ بيتها الخاص، والذي لا يُؤهله لاستقبال طلبيات بالكم الكبير.

وتُحضر السنونو المكونات الأساسية لكل طبخة وتختار أجودها، وتُعد العديد من المأكولات المختلفة التي تنتمي إلى المطابخ السوريّة واللبنانيّة والفلسطينيّة، مثل المفتول والمسخن ورز القدرة والفطائر المتنوعة والمعجنات، إضافة للحلويات المتنوعة.

ويواجه مشروع "مطبخنا غير" تحدّيات مختلفة، أبرزها، الانقطاع المستمر للكهرباء، وقلّة توفُّر غاز الطهو، بالإضافة لعدم توفّر الإمكانيّات والأجهزة المُخصَّصة لطهو كمّ كبير من أصناف الطعام المختلفة.

وتقول السنونو: "أستخدم أجهزة البيت لتحضير المأكولات للناس، والتي لا تتناسب في بعض الأوقات مع ما يطلبه الزبائن"، مشيرةً إلى أنّ تلك المعيقات تمثّل تحدّياً بالنسبة لها، لإنجاز طلبيات الزبائن. وتطمح صابرين لتطوير مشروعها، حتّى يصبح مطبخاً مخصصاً، ومجهّزاً بالمعدات المختلفة، لإعداد المأكولات المتنوعة، وليكون كمساحة واسعة قادرة على استيعاب حجم الطلب المتزايد عليها.


المساهمون