بالتزامن مع تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، ومع موعد المظاهرات الذي حدده الناشطون السوريون واللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أطلقت فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية فيديو كليب جديد لأغنية "رومان"، التي سبق وأن أصدرتها سنة 2012 كأغنية منفردة. وحاولت الفرقة من خلال الكليب المغرق بالرمزية أن تعبر عن موقفها من الأحداث الأخيرة، فنشرت الفيديو على صفحتها في موقع فيسبوك، وأرفقته بثلاث كلمات وكأنها شعارات، وهي: "مساواة. تضامن. تقاطعية"، وتبعها وسم "#عليهم" المستمد من متلازمة الأغنية، والتي تعبر عن الحالة القطيعية بالصراع الأخير، الذي اتخذ من مواقع السوشيال ميديا كساحة للحرب.
يبدأ الكليب بلقطة للأرض الجرداء الخاوية، وتتبعها لقطة لسيارة مكشوفة تسير على طريق سفر، وتحمل على متنها مجموعة من النساء يرتدين ثياباً تشبه ثياب اللاجئين السوريين، بحسب الصورة النمطية التي اختلقتها وسائل الإعلام الغربية في السنين الماضية. وتنظر النساء إلى الفضاء المفتوح نظرة فارغة تائهة لا تستقر على شيء، وتكتسب هذه النظرات معناها من خلال كلمات المقطع الأول من الأغنية، التي يرددها حامد سنو: "مش ناوي أبلع أكاذيبك، الكلام رح يحرق حلقي، مش ناوي شرّح نواياك، خلّي لسانك بقفصو، خلي الوقت اللي عطيتولك، وقتول النفس اللي كنتها لك، بس قبل ما تقبرني قلي شو كان سعري".
تتداخل المشاهد في الفيديو كليب بين لقطات خارجية لأرض خارجية خاوية من أي شيءٍ حي، وبين لقطات لمشاهد داخلية في أبنية غير مكسية، تقطنها اللاجئات، وجدرانها مملوءة بالذكريات، وتنبت على أرضيتها أغصان الأشجار؛ وكأن المقصود من هذه اللقطات أن هؤلاء اللاجئين بعثوا الحياة بالأماكن التي تواجدوا فيها، رغم الأرض القاحلة؛ ويؤكد هذه الرسالةَ مشهدٌ في نهاية الكليب، إذ تسير اللاجئات في الأرض القاحلة فتتحول الأرض إلى غابة فجأة.وفي الفضاء المغلق، تقوم إحدى النساء بأداء رقصة معاصرة تكسر الجمود ونظرات ترقب المجهول في المشهد، وتوحي الرقصة بالتخبط والتمرد؛ وتخلي النساء المكان بينما يردد سنو كلمات المقطع الثاني: "الدود بينحت جسدي والأرض بتحضن جلدي كيف بتبيعني للرومان"، ومن ثم تذهب النساء بطرق مختلفة، فالبعض يتجهن نحو البحر، والأخريات يرتجلن من السيارة المكشوفة التي تسير بطريق السفر، ولكن يبدو أن كل الطرق تؤدي إلى الرومان.
إلا أن الراقصة المتمردة تتخذ طريقاً مغايراً، فتعتلي حصانها وتسير في الأرض الخالية لتبحث عن طريق مختلف.