أعلن محسن مرزوق، رئيس حركة "مشروع تونس"، أن مؤتمر حركته التأسيسي سيُعقد أيام 23 و24 و25 يوليو/تموز المقبل، بعد أن انطلقت الانتخابات الجهوية لانتخاب نواب المؤتمر منذ أكثر من شهرين.
وقال مرزوق، في ندوة صحافية عقدها اليوم في تونس، إنه من المنتظر أن تنتهي هذه الانتخابات الجهوية لانتخاب نواب المؤتمر الأسبوع المقبل، إذ كانت الهيئة التأسيسية للحركة قد فتحت أبواب الانخراط أمام قواعدها للالتحاق بالحركة، عبر تقديم تصاريح بالمشاركة في المؤتمرات الجهوية.
وأكد المتحدث، في السياق ذاته، أن عدد المنخرطين تجاوز 25 ألفا، في حين فاق عدد الذين قدموا ترشحاتهم للمؤتمرات الجهوية 1100 مترشح، مضيفا، لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من 21 لجنة اشتغلت على مضامين لوائح المؤتمر، وقد أنهت أشغالها، ومن المنتظر أن تقدم مشاريع مضامين اللوائح الأسبوع المقبل، إلى جانب مقترح للائحة العامة".
وفي إطار تنظيم منهجية عمل الحركة وتوجهاتها السياسية، ذكر أنه سيتم تنظيم ثلاث ندوات كبرى خلال شهر رمضان، لضمان حسن تسيير المؤتمر ولضبط الخيارات الديمقراطية للحركة، من ذلك أنه "لا يحق مثلا لأي مسؤول أن يخوض أكثر من دورتين نيابيتين"، منتقدا في هذا الشأن بعض الأحزاب التي عقدت مؤخرا مؤتمراتها و"تجاوزت نيابة رؤسائها نيابة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي"، وفق قوله.
وكشف رئيس الحركة أنه سيوجه الدعوة إلى رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي، لحضور افتتاح المؤتمر، الذي من المنتظر أن تحضره شخصيات وطنية وأجنبية.
إلى ذلك، انتقد مرزوق تشابه الخطاب السياسي بين الأحزاب التونسية، بما في ذلك حركة "النهضة" وحزب "نداء تونس"، مؤكدا أنّ "حركة مشروع تونس ستكون لها خيارات مخالفة لجميع الأحزاب التي تدعي الديمقراطية، وأن عملها سيكون وفق أهداف واقعية يمكن مراقبة تنفيذها".
وبيّن أن "المؤتمر سيتضمن عدة رسائل، من بينها ترجمة مدى شعبيته واصطفاف العديد من التونسيين حول المشروع، إلى جانب السعي إلى المساهمة الفعالة في الحياة السياسية".
وبشأن الانتخابات البلدية القادمة، أوضح رئيس الحزب الجديد أن مشروع القانون الانتخابي الذي يُناقش حاليا بمجلس نواب الشعب "يحمل العديد من الثغرات التي من شأنها أن تخل بالعملية الانتخابية، ومن شأنها أن تسمح بتغول طرف حزبي على حساب آخر"، مقترحا أن تكون الانتخابات البلدية القادمة على دورتين، "حتى تتوضح جملة التحالفات السياسية، باعتبار أن التحالفات التي تُعقد في هذه الفترة هي تحالفات خارجة عن الطبيعة السياسية"، وفق قوله.
وبشأن إمكانية عقد تحالف حركة مشروع تونس مع أطراف حزبية أخرى، بيّن القيادي التونسي أن "الحركة على الاستعداد للتحالف مع أطراف تحمل التوجهات السياسية نفسها"، مؤكدا "تجديد دعوته للاحزاب التي تنتمي للعائلة الوطنية العصرية للعمل مع بعض، بمن فيهم "نداء تونس"، لتكوين جبهة ديمقراطية واسعة تكون مشكلة من الأطراف التي صوتت في السابق للمرشح الباجي قائد السبسي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية".
في سياق آخر، قال مرزوق إنه لم يواكب افتتاح مؤتمر "النهضة" العاشر رغم توجيهها له الدعوة للحضور، مؤكدا أن تغيبه يدخل في "إطار موقف من سياسة هذا الحزب، الذي لم تفصل نهائيا بين الدعوي والسياسي، كما أنه اختيار جاء بناء على اختلافات في التوجهات الحزبية والخيارات المستقبلية"، وفق قوله.