منذ انطلاقة فرقة المسرح الوطني الفلسطيني التابعة للاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان في أواخر الثمانينيات، وهي تعرض مسرحيات فلسطينية على مدار العام في مختلف المخيمات الفلسطينية والمدن اللبنانية، إذ إن كل مسرحية تعالج قضية من قضايا الشعب الفلسطيني المتعددة والمتشعبة.
في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، قدمت الفرقة مسرحية "مستشار الملك" على خشبة مسرح مركز معروف سعد الثقافي، وهي مستوحاة من إحدى القصص العالمية التي تحمل العديد من العِبر جسّدها المخرج الفلسطيني محمد الشولي من خلال شخصيات المسرحية عبد عسقول (مستشار الملك)، جمال هنداوي (الملك)، محمد زريق (رئيس الحرس)، وقد أضاء المخرج في هذه المسرحية على ظلم الحاكم واستبداده، وعلى عدم وفائه لأقرب الناس إليه وهو مستشاره الخاص.
تبدأ الحكاية بامتلاك الملك كلباً مفترساً يرمى له المساجين كي يسدّ جوعه، إلى أن فرغت السجون؛ فأمر باعتقال كل الناس لرميهم للكلب عندما يجوع، حتى فرغت المملكة، وعندما تدخل مستشاره وطلب من الملك التوقف عن الظلم، أمر برميه إلى الكلب، إلا أن المستشار بحنكته طلب مهلة عشرة أيام كي يودع عائلته فوافق الملك. بعد عشرة أيام، حضر المستشار وتم رميه إلى الكلب الذي لم يؤذه لأنه طيلة أيام المهلة كان يطعمه؛ ما أصاب الملك بالذهول، ليقول له المستشار إن عِشرة أيام مع كلب أفضل من عِشرة عشر سنوات مع ملك ظالم.
ألا يبدو أن المستشار انتبه إلى أن الملك ظالم فقط حين حان دوره ليصبح وجبةً للكلب؟ الأمر يشبه صحوة الضمير المتأخرة، لدى كثير من المسؤولين المحيطين برأس النظام في العالم العربي إجمالاً.
اقــرأ أيضاً
استطاع المخرج الشولي أن يمزج توافقاً بين المشاهد الدرامية والكوميدية في بعض المواقف، كي تصل الفكرة بسهولة أكبر إلى المشاهدين الذين تفاعلوا مع الممثلين في كافة مفاصل العمل المسرحي. وخلال 35 دقيقة من العرض المسرحي المبهر الذي رافقته موسيقى تصويرية ومؤثرات ضوئية كان أداء الممثلين على المسرح لافتاً.
وقال المخرج الشولي إن "هذه المسرحية تحمل معاني وعبراً، غير مرتبطة بزمان أو مكان محدّدين. نحن تركنا للمشاهد أن يحدد الزمان والمكان، على الرغم من أن المسرحية، في أحد معانيها، مرتبطة بالانقسام الفلسطيني".
وأضاف: "قدمت فرقة المسرح الوطني الفلسطيني مسرحيات عدّة لكُتّاب فلسطينيين وعرب، منهم غسان كنفاني، ومعين بسيسو، وسعد الله ونّوس، وزكريا تامر، وعصام محفوظ"، موضحاً: "أما الأعمال المسرحية الفلسطينية؛ فمعظمها من تأليف محمد عيد رمضان، وقد شاركت هذه الأعمال في مهرجانات محلية وعربية ودولية ونالت جوائز عدّة".
الإعداد المسرحي لمحمد عيد رمضان، وسينوغرافيا محمد عوض، والموسيقى التصويرية لفؤاد إدريس، وعمل وليد سعد الدين مساعد مخرج.
"مستشار الملك" هي المسرحية الثانية لهذا العام بعد مسرحية المونودراما "يا خوف عكا من هديرك يا بحر"، وستتبعها مسرحية "شو صار بالقطار" على أن يختتم الموسم بعرض فيلم قصير بعنوان "لإني فلسطيني".
ويسعى هؤلاء الشبان إلى تحدي صعوبات تكاليف الإنتاج، والظروف التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، قدر الإمكان، وأن يبقوا فعالين ومُنتجين في المشهد الثقافي، في سعي إلى تقديم أعمالهم الفنية ولفت الأنظار إلى قضاياهم.
تبدأ الحكاية بامتلاك الملك كلباً مفترساً يرمى له المساجين كي يسدّ جوعه، إلى أن فرغت السجون؛ فأمر باعتقال كل الناس لرميهم للكلب عندما يجوع، حتى فرغت المملكة، وعندما تدخل مستشاره وطلب من الملك التوقف عن الظلم، أمر برميه إلى الكلب، إلا أن المستشار بحنكته طلب مهلة عشرة أيام كي يودع عائلته فوافق الملك. بعد عشرة أيام، حضر المستشار وتم رميه إلى الكلب الذي لم يؤذه لأنه طيلة أيام المهلة كان يطعمه؛ ما أصاب الملك بالذهول، ليقول له المستشار إن عِشرة أيام مع كلب أفضل من عِشرة عشر سنوات مع ملك ظالم.
ألا يبدو أن المستشار انتبه إلى أن الملك ظالم فقط حين حان دوره ليصبح وجبةً للكلب؟ الأمر يشبه صحوة الضمير المتأخرة، لدى كثير من المسؤولين المحيطين برأس النظام في العالم العربي إجمالاً.
استطاع المخرج الشولي أن يمزج توافقاً بين المشاهد الدرامية والكوميدية في بعض المواقف، كي تصل الفكرة بسهولة أكبر إلى المشاهدين الذين تفاعلوا مع الممثلين في كافة مفاصل العمل المسرحي. وخلال 35 دقيقة من العرض المسرحي المبهر الذي رافقته موسيقى تصويرية ومؤثرات ضوئية كان أداء الممثلين على المسرح لافتاً.
وقال المخرج الشولي إن "هذه المسرحية تحمل معاني وعبراً، غير مرتبطة بزمان أو مكان محدّدين. نحن تركنا للمشاهد أن يحدد الزمان والمكان، على الرغم من أن المسرحية، في أحد معانيها، مرتبطة بالانقسام الفلسطيني".
وأضاف: "قدمت فرقة المسرح الوطني الفلسطيني مسرحيات عدّة لكُتّاب فلسطينيين وعرب، منهم غسان كنفاني، ومعين بسيسو، وسعد الله ونّوس، وزكريا تامر، وعصام محفوظ"، موضحاً: "أما الأعمال المسرحية الفلسطينية؛ فمعظمها من تأليف محمد عيد رمضان، وقد شاركت هذه الأعمال في مهرجانات محلية وعربية ودولية ونالت جوائز عدّة".
الإعداد المسرحي لمحمد عيد رمضان، وسينوغرافيا محمد عوض، والموسيقى التصويرية لفؤاد إدريس، وعمل وليد سعد الدين مساعد مخرج.
"مستشار الملك" هي المسرحية الثانية لهذا العام بعد مسرحية المونودراما "يا خوف عكا من هديرك يا بحر"، وستتبعها مسرحية "شو صار بالقطار" على أن يختتم الموسم بعرض فيلم قصير بعنوان "لإني فلسطيني".
ويسعى هؤلاء الشبان إلى تحدي صعوبات تكاليف الإنتاج، والظروف التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان، قدر الإمكان، وأن يبقوا فعالين ومُنتجين في المشهد الثقافي، في سعي إلى تقديم أعمالهم الفنية ولفت الأنظار إلى قضاياهم.