"مسبح فرح" يهدد روحاني

20 اغسطس 2018
أثار مضمون الشعار استهجاناً واسعاً (تويتر)
+ الخط -
"يا من التفاوض شعارك فإن مسبح فرح بانتظارك"، هو شعار كتب على واحدة من اللافتات التي حملها طلبة معترضون في تجمع احتجاجي أقامه هؤلاء داخل حوزة قم الدينية الخميس الفائت، والذي ترك انطباعاً سيئاً واستغراباً لدى كثيرين في الداخل الإيراني باعتبار أنه تهديد بالقتل موجّه للرئيس حسن روحاني الذي فاوض الغرب والولايات المتحدة الأميركية.
حوض السباحة هو ما دل على هذه الإشارة المبطنة، باعتبار أن ملكيته تعود لفرح ديبا، ملكة إيران السابقة وزوجة الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي، وهو المكان ذاته الذي تعرض فيه الرئيس الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني لنوبة قلبية مفاجئة توفي على أثرها.
المقربون من عائلة رفسنجاني وبعض مراجع التقليد فضلاً عن برلمانيين شجبوا بشدة ما حصل لثلاثة أسباب، الأول لأن فيه إشارة مبطنة إلى قناعة هؤلاء بأن رفسنجاني لم يتوف عرضاً وهو ما يذكّر بحديث للعائلة التي لفتت إلى وجود نسبة من الإشعاعات في دمه، وأغلقت الملف بعدها بنتيجة أنها وفاة طبيعية.
أما السبب الثاني فيتعلق بارتكاب ذنب التهديد بالقتل علناً، وهو ما لا يحق لهؤلاء لا في العرف ولا في القانون، سواء كان التهديد موجهاً للرئيس أم لغيره، وهو ما يعني تجاوزاً لخطوط حمر تتعدى الاختلافات السياسية.
أما السبب الثالث للامتعاض، فيرتبط بفرح نفسها، فالمكان ملك لمجمع تشخيص مصلحة النظام والذي كان يترأسه هاشمي رفسنجاني، ويستخدمه أعضاء المجمع برمته، وفي الحديث عن ملكية فرح، ترويج لما تتحدث عنه وسائل إعلام مناهضة للنظام الإسلامي في إيران، بحسب أولئك.
طالب الحقوقي المقرب من عائلة رفسنجاني، نعمت أحمدي، بمحاسبة المحتجين بتهمة تشويش الرأي العام بعد طرحهم قضية وجود عوامل دخيلة تسببت في وفاة الرئيس المعتدل الأسبق، إلى جانب تهديدهم الصريح بالقتل. أما محامي العائلة، محمود عليزاده طباطبائين فأكد أن أرض المجمع من الأموال المصادرة من الحكم البهلوي السابق وليست ملكاً لرفسنجاني وحده.
أما روحاني، الذي يستعد لحضور جلسة استماع برلمانية، جرّه إليها منتقدوه من المحافظين بسبب الوضع الاقتصادي المتأثر بانسحاب أميركا من الاتفاق النووي وبعوامل ضعف داخلية، وهو العامل ذاته الذي أخرج المحتجين من طلبة العلوم الدينية في تجمع الحوزة، فسيجتمع مع المرشد الأعلى علي خامنئي قبل ذلك، وهو ما قد يساعده على تخفيف حدة الضغط الآتي من ناحية المتشددين.
المساهمون