تشير دراسات عدّة إلى طفرات موسمية تفسّر أسباب ارتفاع المواليد في مواسم معيّنة من العام، خصوصاً في سبتمبر/ أيلول من كل عام، وذلك بعد تسعة أشهر من العطلة السنوية لعيد الميلاد. وتأتي دراسة أميركية جديدة لتؤكد أنّ ارتفاع نسبة الحمل في ذلك الوقت تقليد مجتمعي وغير مرتبط بأيّ أمر بيولوجي.
جمعت الدراسة الأدلة واستقت الأفكار من خلال البحث على شبكة الإنترنت ومواقع (مثل تويتر) التي يستخدمها الباحثون اليوم للكشف عن دوافع البشر ورغباتهم الخفية. يقول لويس روتشا وهو أستاذ في كلية المعلوماتية والحاسبات والهندسة في جامعة إنديانا الأميركية، إنّ "ظهور شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية يوفّر قوة غير مسبوقة لتحليل التغيّرات في المزاج الجماعي وكذلك السلوك الجماعي لدى الناس على نطاق واسع". يضيف روتشا أنّ هذا البحث هو أوّل نظرة على مستوى الكوكب، إلى التناسل البشري لجهة صلته بمزاج الناس واهتمامهم بالعلاقات الحميمة عبر الإنترنت. يُذكر أنّ الدراسة التي ظهرت في مجلة التقارير العلمية "سيانتيفيك ريبورتس" (Scientific Reports) في 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، اعتمدت على بيانات من نحو 130 بلداً تضمّنت مصطلحات بحث "غوغل" المرتبطة بالجنس من عام 2004 إلى عام 2014 بالإضافة إلى 10 في المائة من مشاركات "تويتر" العامة من أواخر عام 2010 إلى أوائل عام 2014.
وتكشف الدراسة أنّه عند بلوغ الاهتمام بمسألة العلاقات قمّة البحث على الإنترنت، والذي يتزامن مع الاحتفالات الثقافية والدينية الكبرى، فإنّ زيادة في معدل الولادات تُسجَّل بعد تسعة أشهر تماماً في البلدان حيث تتوفر بيانات عن معدّلات المواليد الجدد. وتؤكد الدراسة أنّه كما يؤثّر في الأمر عيد الميلاد في البلدان ذات الأغلبية المسيحية، كذلك تفعل الأيام الأخيرة من شهر رمضان والأولى من عيد الفطر في البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
وبهدف فهم الاهتمام العالمي بالعلاقات الحميمة خلال الأعياد، أجرى الباحثون مراجعة متطوّرة لخيارات الكلمات في مشاركات "تويتر" المعروفة باسم "تحليل المشاعر"، فتبيّن أنّ الناس - بشكل جماعي - يشعرون بحسب ما يبدو بالسعادة والأمان والهدوء خلال الأعياد. ومن اللافت أنّ أعياداً مثل عيد الشكر وعيد الفصح لم تولّد المزاج نفسه أو الاهتمام نفسه عبر الإنترنت.
ويقول روتشا: "نلاحظ أنّ عيد الميلاد وعيد الفطر يتميّزان بمزاج جماعي خاص مرتبط بزيادة الخصوبة. ربّما يشعر الناس بدافع أكبر لنمو أسرهم خلال العطل عندما يكون التركيز على الحب والهدايا للأطفال. ويرتبط موسم عيد الميلاد كذلك مع قصص عن الطفل يسوع والأسرة المقدّسة، الأمر الذي يولّد محبة وسعادة بين الناس أو ما يسمّى "مزاج العائلة".