قبل ستة أعوام من ثورة 25 يناير، لجأ العديد من الشباب المصري إلى التدوين كوسيلة للتعبير عن الذات والإبداع الأدبي، ونتج عن هذا ظهور نوع أدبي جديد هو "المدونة التلقائية" كما تطلق عليه الباحثة تيريسا بيب، التي صدر لها كتاب في شباط/ فبراير الماضي بعنوان "مدونات من مصر" (منشورات جامعة أدنبرة).
في الدراسة الموسعة التي يتضمّنها الكتاب، تستكشف الكاتبة هذه المدوّنات كأشكال من الأدب الرقمي، وتجمع فيها بين التحليل الأدبي والمقابلات مع المؤلفين، وحول هذا البحث ونتائجه تحاضر عند السادسة من مساء الخميس، 21 من الشهر الجاري في "المعهد الهولندي الفلمنكي" في القاهرة.
تعطي المدوّنات التي جرى تحليلها للقرّاء لمحة عن الحياة اليومية، ومشاعر وتطلعات الشباب المصري الذي دفع البلاد نحو الثورة. تدل الروايات أيضاً على التطورات الجمالية والسياسية الهامة التي تحدث في الأدب والثقافة العربية، وفقاً لما ترى الباحثة.
هذه الدراسة واحدة من الدراسات القليلة جداً التي تتناول الأدب الرقمي العربي، والتي تستقصي المدونات كأحدث أشكال الكتابة السيرية الذاتية في الأدب العربي، وتضع فيها الكاتبة منهجية مبتكرة لدراسة النصوص الموزعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
جاء العمل بناءً على دراسة أربعين مدونة مكتوبة من مصر قبل الثورة وبعدها، بين عامي 2005 و2016، وجرى تحليل ستة منها كدراسات حالة مفصلة.
تضمّن الكتاب مقدمة بعنوان "المدونات المصرية بين الخيال والسيرة الذاتية" وستة فصول هي "الأدب العربي يصبح رقمياً"، و"نص المدوّنات المصرية"، و"اللغة العربية المختلطة كنمط أدبي هش"، و"عندما يفعّل الكتاب القراء"، "الحرية بالبايتات: أجساد متخيلة في عالم التدوين المصري" و"التدوين في الثورة: من اليوتوبيا إلى الوهن".