"محاكمة الخيال" تثير غضب "الأقلية الفاعلية"

21 فبراير 2016
( أحمد ناجي)
+ الخط -

توالت ردود الفعل على الحكم الذي صدر أمس في حق الكاتب المصري أحمد ناجي بالجبس سنتين بتهمة "خدش الحياء العام"، وبتغريم رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب طارق الطاهر 10 آلاف جنيه، إثر نشر ناجي لفصل من روايته، "استخدام الحياة"، فيها.

اليوم الأحد،أصدرت منظمات حقوقية مصرية، بيانا مشتركاً أدانت فيه ما وصفته بـ"الهجمة الشرسة التي تشُنها السلطات المصرية على حرية الإبداع والتعبير الفني". واعتبرت المنظمات الحكم، الذي وصفته وسائل الإعلام غير الرسمية بـ "محاكمة الخيال" بأنه "جاء ليؤكد طبيعة المناخ المعادي لحرية الإبداع والتعبير بشكل عام في مصر والذي شهد هجوماً متواصلاً في الفترة الأخيرة".

واعتبرت المنظمات أن قضية ناجي إلى جانب عدة قضايا أخرى في الآونة الأخيرة، تظهر "الانتهاك المستمر والفج الذي تُمارسه مختلف مؤسسات الدولة وعلى رأسها تلك المؤسسات المنوطة بإشاعة العدل وإعادة الحقوق وتطبيق القانون؛ للدستور المصري، فرغم أن الدستور المصري نص في مادته (67) كفالة حرية الإبداع الفني والأدبي، ورعاية المبدعين وحماية إبداعهم وعدم توقيع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بسبب علانية المنتج الفني أو الأدبي أو الفكري، إلا أن المُبدعين يتعرَّضون يومياً لبلاغات تتعمد النيابة العامة إحالتهم على أثرها للمحاكمة باستغلال أبواب الدستور الخلفية".

وأكدت المنظمات أن الحكم الصادر بحق ناجي والطاهر لا يُمكن فصله عما يتعرض له المناخ العام لحرية الإبداع والتعبير، فقد شنَّت السلطات المصرية -في الآونة الأخيرة- حملة موسعة، شملت مداهمة دار "ميريت للنشر" ومؤسسة "تاون هاوس" وتشميع مسرح "روابط"، وحبس الباحث، إسلام البحيري، بعد تجريمه بتهمة ازدراء الأديان، والحكم على الكاتبة فاطمة ناعوت، كذلك بتهمة ازدراء الأديان، وقضايا أخرى.

إضافة إلى المنظمات، اشتركت المواقع الإخبارية والتحليلية المصرية، "زائد ١٨"، و"مدى مصر"، و"قل"، و"زحمة" في نشر بيان مشترك بعنوان "دفاعا عن ناجي.. لن ندخل في القالب"، وجاء في البيان "في بلد فقد كل قوته الاقتصادية والسياسية بسبب حكامه، ولم تعد باقية فيه سوى ثقافته، فإن الحكم على أديب بالحبس بسبب فقرات من رواية كتبها لا ينبغي أن يُنظر له باستهانة، وإنما تجب رؤيته في سياق محاولة بث الخوف التي دأبت عليها دولة الضباط الحاكمين، مما ينتج في النهاية بلداً فقد كل مقدراته، بما فيها المقدرات الثقافية التي ظلت لفترة طويلة واجهة مصر في العالم العربي والعالم. وحتى اﻷمن الذي يدعي النظام الحالي الحفاظ عليه، تشهد اﻷوضاع الحالية كونه قابلاً للانفجار في أية لحظة، إن لم يكن قد انفجر بالفعل.عن أي شيء تدافع الدولة التقليدية إذن".

واختتمت المواقع بيانها بـ"إن اﻷقلية الفاعلة التي ينتمي لها ناجي، اﻷقلية القادرة على التغيير وعلى طرح حلول جديدة لا تخطر ببال السلطات الشائخة، متوحدة اليوم دفاعاً عنه، دفاعاً عن مساحتها الخاصة من الخيال التي لا تزاحم أحداً. ولن يهدأ لها بال حتى اﻹفراج عنه، وحتى تبرئة الخيال من تهمة "خدش الحياء العام".

كما أعلن موقع "زحمة دوت كوم" الاحتجاب عن الصدور، اليوم الأحد، احتجاجاً على الحكم بحبس ناجي، ورفضا للاعتداءات المتكررة على حرية الفكر والتعبير.

وأعلن عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، ومنسق لجنة الحريات، خالد البلشي، أن النقابة تتقدم اليوم، الأحد، بطلب للنائب العام لوقف تنفيذ الحكم ضد الكاتب.

في السياق ذاته، قال الفقيه الدستوري المصري، نور فرحات "حبس المفكرين والكتاب والتنكيل بهم بل وقتلهم بسبب كتاباتهم وآرائهم لا يحدث فى عالمنا اليوم إلا في: السعودية ، والكيان الإرهابي المسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام، فهل نحن في الطريق؟".

وكتب المحامي، مختار منير، "انتبه من فضلك الحريات معطلة حالياً ولا يمكنك أن تعبر عن رأيك، ولا يمكنك أن تبدع، ولا يمكنك أن تتكلم أو تكتب، ولا يمكنك أن ترسم، ولا يمكنك أن تعيش بكرامة".



اقرأ أيضاً: أحمد ناجي.. الحبس سنتين بتهمة "استخدام الحياة"

المساهمون