"متحف حيدرة": افتتاح خلال أسابيع

12 فبراير 2018
(الموقع الأثري في مدينة حيدرة)
+ الخط -
أعلنت وزارة الثقافة التونسية منذ أيام، عن قرب إتمام أعمال التهيئة للمتحف الأثري في مدينة حيدرة في حيدرة (250 كيلو متر جنوب غربي العاصمة)، ليفتتح أمام الزوّار خلال الأسابيع المقبلة، وسيضمّ المتحف قطعاً ولوحيات فسيفسائية تعود أقدمها إلى حوالي ألفي عام.

وكان "المعهد الوطني للتراث" استحدث المتحف في الموقع الذي يضمّ آثاراً نوميدية ورومانية وبيزنطية تعدّ الأكبر في تونس، لكن العمل به توقّف بعد الثورة عام 2011 ليعاد استكماله العام الماضي.

تحتوي حیدرة على معابد وكنائس وحصون وقلاع و مقابر وأقواس وأضرحة ضخمة، ولا يزال يوجد في أحد مواقعها مدينة رومانیة متكاملة كانت تسمّى قديماً أميدرة، وشكّلت قاعدة عسكرية أساسية في الشمال الأفريقي أثناء حكم الإمبراطور أغسطس (63 ق. م - 14م)، لكن تراجعت مكانة هذه الحاضرة بعد نقل القاعدة إلى مدينة تبسة الجزائرية في القرن الأول بعد الميلاد.

تتضمّن الآثار التي تقع بين مقام بن إبراهيم وسكة الحديد وصولاً إلى وادي حيدرة، عدداً من الأديرة القديمة منها: كنيسة ميليوس، وكنيسة الشهداء، وكنيسة الوندال، وكنيسة الحصن، وكنيسة خارج الحصن، وقوس النصر، والمسرح، والمعبد، والحصن البيزنطي، والحمامات، إلى جانب عدد من الأضرحة والقبور.

بعد إهمال دام لعقود، قامت الجهات المسؤولة بوضع أول خريطة للمنطقة قبل سنوات، واستحدث المتحف الذي تعرض مقتنياته تاريخ المدينة التي عادت لتصبح موقعاً حيوياً أثناء حكم البزينطيين وظلّ كذلك حتى حلول القرن السابع، وبسبب بعدها عن الطريق الرئيسية الرابطة بين القيروان والزّاب -أكبر مدن العصور الإسلامية في تونس- قّل الاهتمام بها.

في العهد العثماني، انبعثت حيدرة من جديد مع ترميم قلعتها وأبراجها العشرة المربعة وغيرها من من الآثار المتواجدة، وغدت مأهولة بالسكّان حيث وصفها الرحالة الألماني بوكلير موسكاو، في رحلته سنة 1835 التي دوّنها في كتابه الشهير "سيملاسو في إفريقيا" بأجزائه الخمسة، واشتمل على رحلاته إلى مصر وشمال أفريقيا.

دلالات
المساهمون