لا تختلف الطريقة التي تدار بها معظم المتاحف المصرية سواء تلك التي تتبع المجلس الأعلى للآثار، أو المتخصّصة وتخضع لإشراف مؤسسات البريد وسكك الحديد والزراعة وغيرها، أو المرتبطة بوزارة الثقافة، حيث أُغلق العديد منها ويعاني بعضها الآخر الإهمال وعدم وجود خطط لتطويرها.
منذ أيام، اندلع حريق في أحد مباني المتحف الكبير في الجيزة، ورغم التصريحات الرسمية حول عدم وقوع خسائر وأضرار مادية بمحتوياته، إلا أن الحادثة تأتي بعد شهور على فتح تحقيق مع مسوؤلين في عدد من المتاحف بتهمة إتلاف قطع أثرية أثناء نقلها إلى المتحف الكبير ذاته، ولم يعلن عن نتائجه بعد.
تحضر هذه الخلفيات مع افتتاح "متحف حسن حشمت" الأحد الماضي، الذي يتولى قطاع الفنون التشكييلية في وزارة الثقافة مهام تطويره وتحديث محتوياته التي تضمّ قرابة 250 قطعة نحتية وخزفية، إلى جانب أصول بعض التماثيل واللوحات الحجرية التي أنجزها الفنان الراحل (1920 – 2006).
يفتتح المكان بعد أكثر من عشرين عاماً على إغلاقه، حيث كان حشمت قد أهدى الوزارة متحفه الكائن في ضاحية عين شمس في القاهرة عام 1998، والذي تصل مساحته إلى 1200 متراً مربعاً ويضمّ معمله المتكامل لإنتاج الخزف في الطابق الأول منه.
تأجّل الافتتاح عدّة مرات، وكانت ابنة الراحل قد هدّدت في فترة سابقة برفع دعوى قضائية لاسترداد المنزل بعد تأخّر أعمال التطوير فيه والتي بدأت عام 2000.
يتكوّن المتحف من ثلاث قاعات للعرض، وتتنوّع الأعمال الفنية المعروضة ما بين جداريات وتماثيل ضخمة وأخرى صغيرة، وأعمال خزفية، وتتمحور معظمهما حول الريف المصري وعلاقات الإنتاج فيه وطقوسه وأساطيره وهي الثيمات التي اشتغل عليها الفنان، إلى جانب بورتريهات لنساء يمثّلن طبقات وشرائح مختلفة من المجتمع.
يُذكر أن حسن حشمت ولد في المنوفية، وحاز بكالوريوس الفنون التطبقية عام 1938، وأكمل دراساته في "أكاديمية البورسلين" في ألمانيا، وارتبطت تجربته بإعادة إنتاج منحوتات الحضارة المصرية القديمة، وتشخيص العلاقات الإنسانية في الحياة المعاصرة، وله العدد من التماثيل الصغيرة والجداريات في الميادين وأمام المؤسسات الرسمية، التي مثّلت مرحلة إنتاجه الغزيز بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي.