استمر الحال حتى تأسيس الدولة العثمانية التي اختارتها لتشيّد واحدة من أكبر قلاعها الأربع التي توزّعت بين بنغازي ودرنة والمرج خلال القرن السابع عشر، حيث شكّلت نقطة سيطرة عسكرية في منطقة سادت فيها الزراعة ثم استخدمها الاستعمار الإيطالي للأغراض ذاتها قبل أن تحوّل إلى متحف يختصّ بالتاريخ الطبيعي، والعادات والتقاليد والأزياء، إلى جانب عرض مقتنيات ترتبط بفترة جهاد الليبيين ضد الإيطاليين.
مثل العديد من المتاحف المنتشرة في المدن الليبية، أغلق المتحف منذ عام 1990 نتيجة نقص الكوادر المدرّبة وإهمال ملف الآثار وعدم توفير مخصّصات للصيانة الدائمة ما تسبّب في أن تصبح بعض أجزائه مهددة بالسقوط بفعل التشققات والتصدعات في الجدران.
بحلول عام 2017، قرّرت "مصلحة الآثار الليبية" البدء بصيانة العديد من المعالم التاريخية وعودة الإشراف المباشر عليها من قبل السلطات الرسمية، وفق خطّة لإعادة تأهيلها وافتتاحها أمام الزوار لم تنفّذ جميعها بعد، كما يتم تأجيل المواعيد المضروبة لاستكمال أعمال الترميم.
أعلنت "الآثار" الأسبوع الماضي عن استعدادها لإعادة افتتاح الموقع "ليكون أحد الروافد السياحية والثقافية" في بلد يواجه صراعات عسكرية داخلية منذ أعوام، حيث استقبل المتحف أول زيارة لطلاب إحدى مدارس المنطقة، ضمن احتفالية خصّصت للتعريف بتاريخ القلعة.
تتوزع مقتنيات المتحف على أروقة وغرف القلعة، إذ تحتوي على صخور وأحفوريات ونباتات متحجرة تمثل مادة علمیة لدارسي تاريخ المنطقة الجيولوجي، وعدد من الحيوانات المحنطة تلك التي استوطنت الجبل الأخضر، منھا ما هو منقرض أو مهدد بالانقراض كالفهد والضبع والشيهم وغزال الريم.
ويضم جناح المقتنيات الشعبية أدوات منزلية وأزياء تراثية وأدوات زراعة وصيد، وبعض الأدوات والأسلحة التي استعملها المجاهدون الليبيون في حروبهم ضد الاحتلال الإيطالي، ومنها المحفظة الشخصية لعمر المختار ومقتنيات تعود إلى أحمد الشريف السنوسي يرجّح بأنه تم نقلها إلى متحف طرابلس.