في العام الماضي، ركّزت "متاحف قطر" في الدوحة ضمن موسمها على التحوّلات التي شهدها الفن في العالم العربي منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضي في تجارب العديد من الفنانين ودراسة تجربتي فاتح المدرس وجاسم زيني في معرضين مستقلين، إضافة إلى تاريخ سورية والهجرات واللجوء الذي عاشه مواطنوها بعد عام 2001.
في موسمها الجديد الذي يتزامن مع افتتاح "متحف قطر الوطني" في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، نتعرّف على تجارب مغايرة الأولى يقدّمها "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" في معرض بعنوان "مقبول فدا حسين: عاديات الشمس" الذي يستعيد تجربة الفنان الهندي (1915 – 2011) باعتباره أحد أبرز الرموز الثقافية في بلاده الذين شكّلوا ما سمي "مجموعة من الفنانين التقدّميين".
يضمّ المعرض الذي يقام في إطار فعاليات "العام الثقافي قطر الهند 2019"، أكثر من مئة عمل للفنان الراحل تتنوع بين اللوحات الفنية والرسومات وأعمال النسيج والأفلام، ومعظمها أعمال مستعارة من مجموعات "مؤسسة قطر" و"متاحف قطر".
كما يستضيف "متحف" في السياق ذاته، معرض الثاني "مجموعة رقص ميديا: تبقى عوالم أخرى" الذي يحمل اسم المجموعة الموسيقية التي تتخذ من نيودلهي مقراً لها، ويضم ثلاثة عشر عملاً فنياً تتنوّع بين أعمال الفيديو والنسيح والمنحوتات والتي تعيد النظر في فكرة التطوّر الإنساني والمصادر الطبيعية في ضوء حركات تنقل الناس في الماضي والحاضر والطريقة التي تتغير بها التضاريس من حولهم. يُفتتح المعرضان في الحادي والعشرين من الشهر الجاري ويتواصلان حتى نهاية تموز/ يوليو المقبل.
أما في غاليري "مطافئ: مقر الفنانين"، فيفتتح في الرابع والعشرين من الشهر الجاري معرض "كازيمير ماليفيتش: عبقرية الطليعة الروسية" الذي يتواصل حتى نهاية أيار/ مايو المقبل، ويضيء تجربة الفنان الروسي (1879 – 1935) الذي يعدّ من أبرز الفنانين المُبتكرين في القرن العشرين، حيث يتتبع مشواره الفني منذ تبنيه للطبيعة الواقعية والرمزية وصولاً لأعماله التي أبدعها قبل عام واحد من رحيله، ومنها "الساحة الحمراء" إلى أجانب أزياء من أوبراه "نصر فوق الشمس".
بالموازاة مع ذلك، يتواصل في "متحف الفن الإسلامي" معرض "سوريا سلاماً" حتى الثلاثين من نيسان/ أبريل المقبل احتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيس المتحف، والذي يركز على التراث الثقافي لسورية والدور الرئيسي الذي اضطلعت به في إثراء تاريخ الحركة الفنية والثقافية في العالم.