في 19 حزيران/ يونيو الماضي، أعلن المشرفون على "مهرجان تستور الدولي للمالوف والموسيقى العربيّة التقليديّة" عن تاريخ 25 تموز/ يوليو لانطلاق الدورة الجديدة، وذلك بعد تصويت أعضاء الهيئة المنظمة بالأغلبية للإبقاء على خيار تنظيم المهرجان، والذي تمثّل دورة هذا العام نسخته الرابعة والخمسين، وهو بذلك أحد أعرق المهرجانات الموسيقية العربية.
وفي سياق تأجيل وإلغاء معظم التظاهرات الفنية في تونس بسبب إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا، بدا "مهرجان تستور" حريصاً على الانعقاد حفاظاً على هذا الموعد السنوي، حيث أكّد المنظمون أن المهرجان سيراعي "تطبيق البروتوكول الصحّي المتعلّق بعروض الفضاءات المفتوحة من تباعد جسدي وتعقيم وغيره".
مرّت الأيام، دون أن يجري الإعلان عن محتوى البرنامج الفنّي، وهو ما أثار الأسئلة حول تنظيم التظاهرة من عدمه، وهو جدل أنهاه بيان جديد للمنظمين، يوم الثلاثاء الماضي، بـ"أنّه ونظراً للوضع العامّ الرّاهن فقد تقرّر تأجيل فعاليّات الدّورة 54 إلى حين توفّر الظروف الملائمة لإقامتها وإنجاحها وتقديمها في نسخة تليق بعراقة المهرجان وتاريخه".
بغضّ النظر عن توجّسات موجة جديدة من فيروس كورونا، يبدو قرار التأجيل في محلّه بالنظر إلى هوية المهرجان، فلا معنى لتقديم دورة محلية وهو الخيار الذي اتخذته مهرجانات أخرى.
في الدورات السابقة، مثّل حضور فرق موسيقية - من الجزائر والمغرب بالخصوص - الجانب المضيء للمهرجان، مع تقديم فرق أخرى تشتغل ضمن أفق الموسيقى ذات الأصول الأندلسية من مصر وسورية وليبيا وغيرها.
إلى حدّ بعيد، تحوّل المهرجان بمرور الدورات إلى فضاء يحمي ذاكرة موسيقية قابلة للاندثار، ورغم أن الإمكانيات المادية تبدو شحيحة إلا أن حفاظ المهرجان على هوية خاصة به - في ما عدا بعض الدورات - مكّنه من موقع محترم ضمن شبكة المهرجانات الموسيقية العربية.