لكن نجاح السلسلة لم يمنع من طرح الإعلام الغربي أسئلة حول الدور الدعائي لـ"ماشا والدب" في تمرير رسائل سياسية روسية. وآخر هذه المقالات كانت لـ"تايمز" البريطانية التي اتهمت السلسلة بأنها جزء من الماكينة الدعائية لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويركز الكرتون الموجه للأطفال على علاقة بين طفلة صغيرة مشاغبة ودب هائل الحجم يقوم بحمايتها. وفي إحدى الحلقات ظهرت ماشا وهي ترتدي قبعة الحرس الحدودي السوفييتي، لتصد هجوماً على حديقة الجَزَر الخاصة بالدب. وقالت "تايمز" إن هذا كان مجازاً يرمز لحماية روسيا لحدودها. وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها إحدى الحلقات الغضب، تحديداً عند المثقفين في الدول المجاورة لروسيا.
إذ إنه في العام الماضي، نقلت صحيفة "هلسنغن سانومات" الفنلندية، عن بريت هوبيماغي، المُحاضر في كلية الاتصالات في جامعة تالين الإستونية، أنه كناقد يرى أن الدب رمز لروسيا، وأن هذه السلسلة هدفها كسر الصورة السلبية عن روسيا واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية في أذهان الأطفال. ويضيف هوبيماغي أن السلسلة المنتجة والمُقدّمة بشكل جميل، هي جزء من حملة تأثير على الرأي العام وتشكّل خطراً على الأمن القومي الإستوني. الأمر نفسه تكرّر في ليتوانيا، مع بروز انتقادات كثيرة لـ"ماشا والدب".
فيما قال أنتوني جليس، وهو خبير استخبارات من جامعة باكنغهام، لصحيفة التايمز: "إن ماشا مشاكسة، وسيئة للغاية، ولكنها أيضا محزنة، وتقوم بحركات قتالية تفوق وزنها"، ووصفها بأنها "قريبة من السلوك البوتيني".
من ناحيتها، فندت وسائل الإعلام الروسية الرسمية تلك الادعاءات التي خرجت من دول مثل إستونيا وليتوانيا، ووصفت المخاوف في دول البلطيق بأنها مخاوف مرضية من روسيا.
بينما قالت الشركة التي تنتج الرسوم المتحركة الشهيرة، أنيماكورد، إن السلسلة هي مشروع مستقل لم يحصل قط على تمويل من الدولة.
وبعد تقرير "تايمز" سخرت السفارة الروسية في لندن من المقال في تغريدة على حسابها الموثق على "تويتر"، قائلة: "لقد طرحت تايمز موضوعا فائق الأهمية، كيف يمكن لبريطانيا التخلص من ماشا والدب؟".
Twitter Post
|