"ماسبيرو" في قبضة الأمن المصري

03 اغسطس 2015
مبنى ماسبيرو (العربي الجديد)
+ الخط -
اتخذت مدرعتا أمن موقعاً ثابتاً بجوار مبنى "اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري"، "ماسبيرو"، منذ تظاهرات 30يونيو/حزيران 2013، لتأمين المبنى. إلا أن الأمر لم يقتصر على وجود المدرعتين، بل إن أسواراً خرسانية، وبوابات حديدية، وأسلاكاً شائكة، أحاطت بالمبنى بالكامل، منعت عنه الاقتراب أو التصوير.

ومع اقتراب موعد افتتاح تفريعة قناة السويس، الخميس المقبل في 6 أغسطس/آب الحالي، تحوّل مبنى التلفزيون المصري في كورنيش النيل إلى ثكنة عسكرية. وتمركزت عناصر من أجهزة سيادية، من بينها الحرس الجمهوري وعدد من قيادات الأمن الوطني والأمن المركزي والأمن العام داخل وخارج المبنى، فضلاً عن تأمين استوديوهات الأخبار بعدد من الضباط.
وأكدت أجهزة الأمن أن تلك الإجراءات الأمنية جاءت بعد وصول معلومات مفادها "تعرض المبنى لعدة عمليات إرهابية بالتزامن مع حفل الافتتاح".

في الجانب المهني، صدرت تعليمات لجميع وحدات القنوات التلفزيونية الرسمية، بتغير خريطة بثها يوم الافتتاح من خلال الاهتمام بكافة الأغاني الوطنية مع وجود خلفية لمشروع التفريعة الجديدة، والاهتمام بالبرامج التي تؤكد أهميتها، ونشر الأخبار على ما قام به الجيش من حفر، وتوجيه رسائل موجهة للنظام.

ووجّه رئيس "اتحاد الإذاعة والتلفزيون"، عصام الأمير، من خلال اجتماع مع قيادات المبنى، بالقيام بإعداد برامج إخبارية تهتم بالمشروع. الأمر الذي يعيد الأذهان، وفقاً لإعلاميين مخضرمين، إلى أجواء إعلام الستينيات، فبعد 48 عاماً على إعلام النكسة وبياناته الرسمية التي اتضح أنها منافية للحقيقة تماماً؛ لا تزال الأغاني الوطنية، أداة يحرك بها النظام الوعي العام في المجتمع المصري.

اقرأ أيضاً: "الإعلام المصري" في قبضة رجال الأعمال والسياسة

ونشرت الحكومة المصرية أغنية جديدة تمّ إعدادها خصيصاً بمناسبة الافتتاح. تحمل عنوان "بكرة تحلى" بالعامية المصرية، يؤديها المغنيان محمد الحلو، ونادية مصطفى. وبثت وزارة الدفاع المصرية التسجيل الغنائي على صفحتها الرسمية على "يوتيوب". كما أعلنت السلطات كذلك خطط الاحتفال.

واعتمد النظام المصري الحالي على أداة الأغاني الوطنية بشكل مكثف منذ توليه وحتى اليوم، وتصدرت أغنية "تسلم الأيادي"، لعدد كبير من المغنين المصرين، والتي تمّ إعدادها بعد مذبحتي رابعة العدوية والنهضة، الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية في مصر، ثمّ تلتها أغنية "تسلم إيديك" للفنان الإماراتي حسين الجسمي، ومن بعدها أغنية "بشرة خير" للجسمي أيضاً، وكذلك أغنية "يا مصريين" لآمال ماهر، وغيرها من الأغاني التي انتشرت خلال العامين الماضيين.

وتتزايد المخاوف من تكرار تجارب مشابهة، خاصة أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في تسريبات صوتية منسوبة إليه قبل توليه الرئاسة وأثناء توليه وزارة الدفاع المصرية، أعلن صراحة تحضير خطة "الأذرع الإعلامية للدولة في كل مؤسساتها" في محاولة منه للسيطرة على وعي الشعب المصري من خلال الإعلام.

وبالفعل، خلال العامين الماضيين، أكدت عدة تقارير حقوقية مصرية ودولية استهداف منظومة الإعلام المصري، بكافة الطرق والوسائل، سواء من خلال تدشين قنوات ومحطات فضائية وإذاعية ناطقة باسم النظام، أو من خلال تجنيد إعلاميين لطرح وجهة نظر النظام والسلطة المصرية، أو من خلال القوانين المكبلة للإعلام والحريات بشكل عام.


اقرأ أيضاً: "مصر بتفرح" بالدباديب وأعلام اليمن وابن الملك فاروق!
المساهمون