تقاطعت مداولات وتقديرات المشاركين في ندوة نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في واشنطن، تحت عنوان "ماذا ينتظر فلسطين والفلسطينيين؟"، عند رسم صورة قاتمة للوضع في المستقبل المنظور.
وأجمع المشاركون في الندوة، على استبعاد حصول حلحلة تقود إلى تسوية سياسية، خصوصاً أن إدارة ترامب "لا يعوّل عليها لأنها تفتقر للتفكير الاستراتيجي" على حد تعبير أستاذ العلوم السياسية والمسؤول السابق في إدارة الرئيس كارتر، وليم كواندت.
وقد تناولت الندوة التي افتتحها مدير المركز، الدكتور خليل جهشان، وأدارها مدير "حملة الحقوق الفلسطينية" في أميركا، الدكتور يوسف منيّر، الوضع الراهن من كافة جوانبه و"الذي ترتاح له إسرائيل"، وانتهى إلى قيام "نظام أبارتايد على أرض الواقع" كما قالت فيرجينيا تيللي، وهي أستاذة العلوم السياسية في جامعة جنوب إلينوي الأميركية، والتي ذكرت أن "توصيفها يستند إلى دراسة ميدانية قامت بها في الأراضي الفلسطينية". وهي ترى أن "بلوغ المشروع الإسرائيلي هذه النقطة لم يعد يسمح بحدود مفتوحة مع دولة فلسطينية، ذلك أن أبعد ما يتصوره هو حكم إداري ذاتي فلسطيني".
ويرى الباحث في مؤسسة بروكينغز للدراسات في واشنطن، خالد الجندي، أن "ما ساهم في وصول الأمور إلى هذا الوضع، انهيار المرجعيات مثل القرار 242 الذي وضع قاعدة الأرض مقابل السلام، يضاف إلى ذلك أن ثنائي المستوطنات والرضى الأميركي عن النفس، ساهم في قتل حل الدولتين".
ولم يعف الجندي الجانب الفلسطيني "المنقسم والقابل بالوضع القائم"، من مسؤولية الانسداد الراهن، وفي هذا السياق تساءل الجندي عن احتمالات ومدى ملائمة صيغ أخرى "مثل الكونفدرالية" أو طرح شعارات أخرى من نوع "الحقوق مقابل الأمن".
من جهتها، شددت مديرة جمعية "الشبكة" للسياسة الفلسطينية، ناديا حجاب، على أهمية نسج العلاقات وتمتينها مع "منظمات السلام" والقوى المدنية ومنها اليهودية الأميركية، خصوصاً أن هناك "تحوّلا ملموسا لهذه الأوساط باتجاه إحقاق العدالة للفلسطينيين"، ففي ذلك التفاف على موقف وسياسات واشنطن الموالية لإسرائيل.
في الحصيلة أجمعت المداولات على أن الوضع الراهن "مريح ليس فقط لإسرائيل بل أيضاً لواشنطن" التي لو أراد رئيسها، على سبيل الجدل، تغيير سياسته "فإنه لن يقوى بوجود كونغرس شديد التحيز لإسرائيل"، يضاف إلى ذلك أن العرب منشغلون بمشاكلهم وأزماتهم "ولم تعد القضية من أولوياتهم". كل ذلك يؤكد أن "التغيير في المعادلة القائمة يتطلب التغيير في المقاربة، وهذا ما يفيض على قدرة القيادة الفلسطينية الراهنة".