"مؤتمر طلبة الدكتوراه": الثقافة وأسئلتها

25 مارس 2018
(عمل تركيبي لـ بثينة علي/ سورية)
+ الخط -
يفتقر البحث العلمي في الجامعات ومراكز الدراسات العربية إلى خلق فضاء جامع لطلبة الدراسات العليا والباحثين العرب في الأكاديميات الغربية، ضمن سعي إلى توحيد جهودهم نحو إيجاد مقاربات وأطروحات حول أزمات الواقع في المنطقة، وتحفيز التفاعل بينهم حول قضايا بلدانهم الراهنة.

ضمن هذا الإطار، افتتح "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة "مؤتمر طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية"، أمس ويتواصل حتى يوم غدٍ الإثنين. يهدف هذا الملتقى إلى "تأسيس شبكة مهنية تربط الباحثين المشاركين، والتعريف بأوراقهم والحصول على تعليقات واقتراحات أكاديمية حولها"، بحسب بيان المنظّمين.

ويلفت البيان إلى "أهمية تعزيز تعرف الطلبة حديثي التخرج إلى مسار الأجندات البحثية في العالم العربي ومساهمتهم في المشاركة في التفاعل مع هذه الأجندات وتطويرها، والمساهمة في توفير بيئة لنشر أبحاثهم باللغة العربية من خلال قنوات النشر في المركز العربي، كي يستفيد الجمهور منها ويتفاعل معه".

يشارك الباحث المغربي أبا صادقي بورقة بعنوان "المقيمون الغربيون والسكان المحليون في مدن التراث الثقافي الإنساني في المغرب: صدام أم حوار ثقافات/ حالة مدينة مراكش التاريخية"، حيث يضيء على ظاهرة تهافت أثرياء غربيين على شراء المنازل العتيقة في المدن التاريخية المغربية وإعادة تهيئتها وسط أحياء شعبية ترزح تحت الفقر.

يعود الباحث المصري أحمد شعير إلى القرنين الثاني والثالث عشر في ورقته "الصراع الصليبي الإسلامي بين الأسطورة والواقع: كيف أثّرت أسطورة يوحنا الكاهن في الصليبيين"، مشيراً إلى ضرورة تناول تاريخ الفكر والثقافة الكامن وراء هذا الصراع، وعدم الاكتفاء بدراسة التاريخ السياسي والعسكري له، إذ يُنظر عادة إلى الميثولوجيا والتاريخ على أنهما شكلان متناقضان من أشكال التفسيرات، ومع ذلك فإن هناك تأثيراً متبادلاً بين الواقع والأسطورة.

من جهتها، تناقش الباحثة الجزائرية إيمان مدفوني ورقة بعنوان "الاتجاهات حول استعمال اللغة الإنكليزية أداة للتدريس في التعليم العالي الجزائرية"، وترصد الجدل حول واقع الإنجلوفونية في بلد فرانكوفوني مثل الجزائر والجدل الدائر حول تعدد اللغات ضمن المنظومة التعليمية مؤخّراً، ويذهب مواطنها عبد الباقي غراب في ورقته "سياسة اللغة واستجواب الذاكرة في رواية كمال داود "ميرسو: تحقيق مضادّ" إلى محاولة إحدى شخصيات الرواية الفاشلة في اللجوء إلى التمكّن من اللغة وسيلة لإعادة التكيّف مع التاريخ الاستعماري.

أما الباحثة التونسية حورية بن علي، فعنونت ورقتها بـ"أزمة المثقفين التونسيين: من خلال الوعي المعرفي والتأويلات الوظيفية"، والتي تقف على السطوة الممنهجة على المصطلح في خطاب المثقف، والذي لم يعد يهدف إلى توصيف الوضع القائم فحسب، بل أصبح أداة وظيفية لتبرير الفشل والتخاذل.

في ورقته "الربيع العربي والدعابة الأردنية"، يدرس الباحث الأردني يوسف براهمة استخدام الفكاهة بعد الاحتجاجات الشعبية بالاستناد إلى نظرية باختين عبر استعراض الخلفية الاجتماعية والثقافية للمجتمع الأردني وتحليل نماذج ساخرة متوافرة على الشبكة العنكبوتية والرسوم المتحركة والمقالات، والتساؤل عن انتشارها واستهلاكها وكيف تعكس وتشارك في التحوّل المجتمعي.

إلى جانب ورقة بعنوان "استخدام مفاهيم نحوية عربية في دراسة الرموز البابلية القديمة" لـ نادية آيت سعيد غانم، و"إيقاع المقاومة: الأفلام الوثائقية والدرامية بصفتها ذاكرة ومقاومة ثقافية في فلسطين" لـ ملكة شويخ، و"الريعية المتأخرة في دول الخليج العربي" لـ قاسم الصديق، و"الصراع الداخلي الهاشمي وإمارة مكة، 1908" لـ سامي صويص، و"حج الفقراء في المغرب" لـ خلود عجارمة، و"مفهوم التخيّل التاريخي: بين الفلسفة والأدب والتاريخ" لـ حسني مليطات.

المساهمون