وكأن الحديث عن "المستقبل" بات من أبرز مشاغل مثقفي اليوم، العرب خصوصاً. فكثيرة هي عناوين المؤتمرات والنشريات التي ظهرت في السنوات الأخيرة متحدّثة عن مستقبل المنطقة، وما سيكون عليه الإعلام أو الاقتصاد أو الأمن أو التعليم أو الثقافة نفسها بعد سنوات.
في هذا السياق، تستضيف "مكتبة الإسكندرية"، اليوم وغداً، فعاليات مؤتمر "الثقافة العربية.. استحقاقات مستقبل حائر"؛ حيث يتصدّى قرابة الـ 300 مثقف عربي مدعوّ لهذا الحدث إلى تقديم طروحات حول سؤال "المستقبل العربي" (خلال يومين).
من أبرز المحاور التي سيجري التطرّق إليها: "الدراسات الإنسانية وإشكاليات مستقبلها في الوطن العربي" و"الفضاء الرقمي والثقافة العربية"، و"الأدب في الوطن العربي: الواقع ورؤى المستقبل" و"الصحافة والإعلام والثقافة العربية المعاصرة" و"إشكالية الثقافة والدين.. السؤال القديم الجديد" وغيرها.
ثمة سؤال يطرح نفسه: إلى ماذا يمكن أن يفضي مؤتمر بهذا السؤال الخطير، وهذا العدد الكبير من المشاركين؟ لعله من الأجدر قبل طرح سؤال المستقبل الحديث عن أحقية الاستشراف؛ فالعلاقة اليوم بين المثقف العربي والجمهور باتت على قدر كبير من عدم الثقة، حيث تبيّن في مناسبات عديدة عدم التقاء مصلحة هذا وذاك.
إن سؤال المثقف لا بد أن يسبق سؤال المستقبل، وإلا بات كل حديث ضرباً من اللغة الخشبية العشوائية، أو كما يقول عنوان المؤتمر "اعترافاً بمستقبل حائر". وقبل كل ذلك، أليس مؤسفاً أن نقرأ في جريدة مصرية اليوم خبراً عن مكالمة هاتفية بين مدير مكتبة الإسكندرية وعبد الفتاح السيسي يقول فيها هذا الأخير: "المؤتمر تحت رعايتي".
اقرأ أيضاً: مستقبليات العرب المعلقة