رغم الأشواط التي قطعتها فنون السرد، تجريباً وتنظيراً، لا زال السرد الموجّه إلى الطفل في العالم العربي يراوح مكانه، لعل من أسباب ذلك عزوف الكتّاب الذين استوعبوا هذه التطوّرات عن التوجه إلى الطفل. ومن خلال علاقة المؤلّفين بالطفل يمكننا أن نفهم علاقة كل المنظومة الثقافية به.
ملاحظات يستدعيها مؤتمر "أدب الطفل من التراث إلى الحداثة" الذي انطلق أمس ويُختتم اليوم في العاصمة العُمانية مسقط بمشاركة 18 باحثاً. من العنوان نفهم محاولة إعادة النظر إلى أدب الطفل من زوايا متعددة، حداثية أساساً، لكن ذلك انحصر في البعد التكنولوجي من الحداثة.
وكما في معظم التناول العربي لقضايا الطفل، غلب البعد التربوي في الأدب على كل نقاش ما يشير إلى هامشية الجوانب الفنية والجمالية. وهو ما نلمسه في كلمة الافتتاح التي ألقتها عزيزة بنت عبدالله الطائية، المسؤولة في وزارة التربية العمانية، حيث قالت "يسعى المؤتمر إلى أن يحضر بيننا أطفالنا لكي نؤهلَهم لخوضِ غمارِ المستقبلِ".
يحاول المؤتمر، بحسبها، درس وسائل تعبير الأطفال عن أنفسهم بالجنس الأدبي، كما يهدف إلى إبراز قيمة المطالعة والقراءة المبكرة في حياة الطفولة، والسعي إلى تنسيق جهود تثقيف الطفل العربي نحو "خطة وطنية شاملة"، وهي مواضيع على أهميتها غير متصلة مباشرة بما يكتب للطفل في إطار الأدب.
محاور المؤتمرِ الأربعة هي "التراثُ وأدبُ الطفل" و"مستقبلُ أدبِ الطفلِ في عالمٍ متغير" و"استلهامُ التراثِ في الفنونِ الموجهةِ للطفل" و"تجاربُ في أدبِ الطفل".
الجلسة الأولى، يوم أمس، شارك فيها إبراهيم سند ومحمد جهلان ونور الدين الهاشمي ومحمد سامي عدلي إبراهيم القاضي ومحمد بن خميس البوسعيدي وحميد النوفلي.
أما الجلسة الثانية التي ناقشت محور "مستقبل أدب الطفل في عالم متغير" فاشتملت على محضارات لـ علي عبد القادر الحمادي وسعاد مسكين ورحمة الله أوريسي وجميلة الجعدي ونوال بنت محمد الحوسني وأمامة اللواتية.
كما عرف اليوم الأول أيضاً، ثلاث حلقات عمل مع الأطفال؛ هي "استراتيجيات سرد القصة: أسلوب القصة في قلم الطفل" و"قصة وألوان" و"لنكتب معا".
اقرأ أيضاً: عبد التواب يوسف يودّع أطفاله