مع إعادة افتتاحه عام 2012 ضمن خطة لتأهيل عدد من المتاحف التونسية، جرى إطلاق الدورة الأولى من "ليالي متحف سوسة"، الذي يحتفظ بمجموعة من اللوحات الفسيفسائية والقطع الأثرية التي عثر على أغلبها أثناء عمليات التنقيب خلال سنتي 1882 و1883 في المدينة التي تقع جنوب العاصمة ويعود تأسيسها إلى الحقبة الفينيقية منذ قرابة ثلاثة آلاف عام.
كما في مواسمها السابقة، تركّز الدورة السادسة من التظاهرة التي تنطلق عند العاشرة من مساء اليوم وتتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، على استضافة فرق موسيقية وفنانين يقدّمون أنواعاً مختلفة من الموسيقى التراثية والكلاسيكية والحديثة.
تُفتتح الليالي بعرض "عجبي" لـ ليلى حجيّج من ألحان الفنان لطفي بوشناق، وهو ينبني على الموشحات والوصلات التقليدية التي تثير "التساؤلات حول العالم الذي تغيّر وانقلبت فيه القيم وساده العنف والانقسام وانتشرت فيه معاني الحقد والكراهية وغابت قيم الحب والجمال"، بحسب بيان العمل.
كما يشارك عازف الجاز جاسر حاج يوسف غداً بعرضه "صدى"، وفي اليوم الذي يليه يقدّم أشرف بلحاج مبارك عرضاً كوريغرافياً بعنوان "نزوة" يستدعي خلاله أحد الطقوس التي عرفها الإنسان عبر العقائد والأساطير المختلفة في معظم العصور متمثّلة بالتباس الروح الخبيثة أو الخفية به.
يتضمّن البرنامج عروضاً عدة؛ من بينها: الثلاثي زياد الزواري وعبد القادر بلحاج قاسم ووسيم بن رحومة، و"عروق" لمجموعة الفنان بدر الدين الدريدي، وحفل للفنانة لبنى نعمان وفرقة "حس" بقيادة الفنان مهدي شقرون.
تُختتم التظاهرة بعرض "شوق" الذي تؤدّيه مجموعة "عجار" التي يقودها الموسيقي محمد حاتم هميلة، عبر إعادة إنتاج أغانٍ من التراث التونسي تمثّل جغرافيا متنوّعة بمزيج من الموسيقى الأفريقية والجاز والإنشاد والغناء الشعبي.