مازال جزء من الصحافة الأميركية يوجه انتقادات شديدة ولاذعة للاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الست العظمى، بعد أن اختار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، طريق المفاوضات بديلا عن العقوبات المفروضة على طهران. صحيفة "لوس انجلوس تايمز" ذكرت في هذا الصدد أن باراك أوباما بات يتفنن في مهاجمة خصومه بدل القيام بالدفاع بشكل مستميت عن السياسات التي يؤمن بها.
مقال الصحيفة ذكر أن الرئيس الأميركي يحاجج بضرورة قبول الأميركيين اتفاقه "المشؤوم" (كما وصفته الصحيفة)، أو قيام أميركا بشن حرب لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
واعتبر مقال الصحيفة أن باراك أوباما يطرح بذلك الخيار الخاطئ، في محاولة على ما يبدو للتملص من الحقيقة المرة، بكون الاتفاق لن يحقق النتائج المرجوة منه ولن يصمد طويلا، موضحا أن الاتفاق النووي لن يمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. ولفت المقال إلى أن الخيار الحقيقي أمام الأميركيين هو كيفية التعاطي مع تبعات التدخل العسكري، أو تبعات امتلاك إيران للسلاح النووي، مشيرا إلى أن كلا الخيارين لا يمكن استساغتهما، فيما يظل الخيار الأخير الأكثر سوءا. وخلص المقال إلى أنه إن كان الهدف الحقيقي هو منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، فإنه لا يوجد مفر من التدخل العسكري في الوقت الراهن.
كما اعتبر المقال أن الحالة التي وصلت إليها الأوضاع في الوقت الحالي تم توقع حدوثها منذ وقت طويل، لاسيما في ظل عناد إيران الكبير لكي تصبح دولة تمتلك السلاح النووي، مشددا على أن إيران كانت أشد صلابة وشراسة مقارنة مع رد الفعل الغربي الواهن. ولفت مقال "لوس أنجلوس تايمز" إلى أنه حتى في حالة افترضنا أن إيران التزمت حرفيا بجميع بنود اتفاق فيينا، وهو ما يعد سيناريو من باب المستحيل على اعتبار أهداف الملالي بطهران وتاريخهم، فإن ذلك سيعني أنه قد تم تأجيل طموحاتها بامتلاك السلاح النووي لثماني أو عشر سنوات.
كما خلص المقال إلى أنه بمعزل عن جميع التوقعات، فإن صقور النظام الإيراني يشتغلون لخرق الاتفاق النووي. كما أشار إلى أن إيران خرقت بشكل ممنهج جميع الالتزامات التي تعهدت بها طوعا في إطار معاهدة مكافحة انتشار السلاح النووي لما يزيد على ثلاثة عقود. وشدد المقال على أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأميركي مع إيران سيمكن طهران الحفاظ على ما جنته من الخروقات التي اقترفتها في الماضي.
اقرأ أيضا: تحذيرات من "كارثية" رهان نتنياهو على الجمهوريين لإفشال "النووي"