وفي افتتاحية عنونها بودوان لوس بـ"الأسد سيرحل حتى لو أنقذه بوتين"، يقول: "بينما تنتهي سنة 2017، كل شيء يجري كما لو أن بشار الأسد في دمشق وفلاديمير بوتين في موسكو يستطيعان أن يتبجّحا على رماد سورية التي أحرقاها من دون شعور بالذنب".
ويضيف: جاء الرئيس الروسي يستعرض قبل أسبوعين في قاعدة لقواته الجوية، معلناً الانتصار والبدء في سحب قواته العسكرية، "فهل ألقى القدّاس في سورية"؟ ثم يجيب الصحافي البلجيكي عن هذا السؤال قائلاً: "التعبير لا يليق بعيد الميلاد، لوصف حالة يتوجّب فيها أن تُحرّك معاناةُ وآلامُ المدنيين من ينعدم الإحساس لديه، ولكن من الضروري الاستنتاج أن نظام عائلة الأسد الهمجيّ، بفضل حلفائه الروس والإيرانيين قد أُنقذَ".
ويسأل إن كان يتوجب أن "نستنتج استنتاج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه، أنه يجب معاودة الحديث مع بشار الأسد، لأنه هو من المنتصرين في هذا الصراع. بصيغة أخرى، هل يجب أن يشكل الأسد جزءاً من الحل بينما هو أساس المشكل بالنسبة لعدد لا يُحصى من السوريين"؟
ويردف أنه "حينما يقول ماكرون إن الأسد هو عدو الشعب السوري، وتنظيم داعش هو عدوّ الشعب الفرنسي؛ فهو بذلك يخون قِيَم الجمهورية الفرنسية التي يدّعي أنه يُدافع عنها. وهو ما يفسره بألمعية على موقع "لوفيغارو" المفكر السياسي والخبير بشؤون المنطقة العربية زياد ماجد".
ويتابع "فماجد ينتقد الواقعية التي تقود إلى التفاوض مع من يتحمّل الجزء الأكبر من المسؤوليات في موت مئات الآلاف من السوريين، وفي تعذيب عشرات آلاف آخرين، وفي اغتصاب نساء، ومع من من أشرف على تطهير عرقي بالغ القسوة في بلده".
التفاوض مع الأسد، بنظر الكاتب نقلاً عن ماجد يعني "مناقضة تطلعات جزء كبير من الشعب السوري، والاستهزاء بالقانون الدولي، والقبول فعلياً، باحتلال روسي وإيراني، أي إنه في واقع الأمر إفلاتٌ من العقاب لا يمكن القبول به".
ثم يسأل الصحافي البلجيكي عن كيفية الخروج من هذا الفخ السوري، في الوقت الذي يحافظ فيه النظام على أنصاره، وعرف كيف يغذّي الخوف من التطرف في نفوس أقليات يَدَّعي أنه يدافع عنها؟ فيؤكد في خضم حرصه على تحليل ميزانَ القوى الحالي، أن "ثمة جنرالات متقاعدون ووجهاء من كل الطوائف يجب التعامل معهم وليس مع الأسد".
ويرى في هذا الصدد أن "روسيا وإيران قادرتان على التخلص من الديكتاتور مع الحفاظ على ما تبقى من الدولة، وخصوصا الجهاز الإداري"، ثم ينهي بودوان لوس الافتتاحية بشكوك حيال التزام المجتمع الدولي بتقديم دولار واحد من أجل إعادة إعمار سورية الجريحة، طالما أن الأسد يحكُمُ في دمشق.