"لواء الكفتة" متهم بالنصب منذ عشر سنوات

26 فبراير 2014
+ الخط -

لم تنتهِ فضائح اللواء المزعوم إبراهيم عبد العاطي، صاحب اختراع شفاء الإيدز، والذي بات الشخصية الأشهر إعلامياً في مصر في الأيام الأخيرة باسم "عبعاطي كفتة".

فبعد ساعات من اكتشاف أن الرجل ليس عسكرياً في الأساس، وأنه مُعالِج بالأعشاب كان يظهر على شاشات قنوات دينية بينها قناة "الناس"، ظهر أن الرجل متهم بالنصب منذ نحو عشر سنوات.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقالاً بتاريخ التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني من عام 2003 للكاتب السعودي علي خالد الغامدي بعنوان: "هل يكون آخر الدجالين، أم معجزة القرن الحادي والعشرين؟"، يتحدث فيه، في صحيفة "الرياض" السعودية، عن المخترع المصري المزعوم.

ويقول الكاتب ساخراً في المقال: "انتشرت في العشرين سنة الأخيرة ـ بشكل خاص ـ أخبار الدجالين، والمشعوذين، والنصابين، وأصبحت متداولة في الأوساط الشعبية، والأوساط الارستقراطية ـ سواء بسواء ـ فهذا طبيب عربي يعالج جميع الأمراض المستعصية في غضون أسبوعين، أو ثلاثة، أو أربعة، وهذا مشعوذ يساعد على شفاء المرضى من أي شيء يشكون: أرقاً، أو قلقاً، أو ضائقة مالية، أو ضائقة عاطفية، وهذا نصاب يعدك بالانتقال من قائمة المشردين، إلى قائمة مالكي القصور، واليخوت، والأرصدة بأقل التكاليف..؟".

وحده العنوان في الجريدة العربية شدني للقراءة (الأعشاب تعالج الأمراض الخطيرة في أسابيع قليلة).. ثم قرأت بكثير من الاهتمام، والتركيز (المضمون).. والمضمون، أو المحتوى، كان مفاجأة مثيرة: إبراهيم عبد العاطي يعلن ـ على الملأ ـ وجود علاج عشبي لعدد من الأمراض الخطيرة التي عجز الطب الحديث عن اكتشاف علاج لها رغم ما ينفقه من آلاف الملايين من الدولارات على الأبحاث، والدراسات، والتجارب، والمعامل، والمختبرات دون فائدة..

وعلى رأس هذه الأمراض الخطيرة: الإيدز، والأورام، والسكر، والفشل الكلوي، ومعها بعض الأمراض الاضافية الأخرى (التي تشبه البيع بنظام: اشتر واحدة، وخذ الثانية مجاناً).. والكيميائي إبراهيم لم يترك الفرصة للصحافي الذي التقى به، وعرض أن يعالج عشر حالات إيدز مجاناً للتدليل على أنه جاد في معجزاته الطبية، وهو خبير أعشاب، ويعرف أسرار علاجاتها.

ويشرح، بشيء من الاختصار، والدقة، زمن علاج كل حالة مستعصية، وخطيرة، وكان ميئوساً منها: (ثلاثة أسابيع، أربعة، إلى ثلاثة شهور للتأكد من شفاء الحالة تماماً). وطرح الدكتور إبراهيم اكتشافاته العلاجية ـ المبنية على أساس علمي ـ رغبة في العودة إلى الطبيعة، والابتعاد تماماً عن الأدوية السامة التي سترتفع أسعارها عشرة أضعاف دفعة واحدة بعد عامين من الآن؟

وفي حالة نجاح "خلطة الكيميائي إبراهيم" في علاج هذه الأمراض الخطيرة، فإن الدنيا ستقوم فعلاً، ولن تقعد، وكيف لها أن تقعد وقد توصّل فرد واحد إلى اكتشاف علاج لكل الأمراض المستعصية والخطيرة بأسهل الطرق وأبخس التكاليف، وأبسطها، ونرجو مقدماً ألا يزاحم الأغنياء الفقراء، في التدافع على طلب "خلطة الأعشاب"، حتى لا يرفعوا ثمنها، وأن يتركوا الفقراء يخوضون التجربة، ثم يأتيهم الدور بعد ذلك، وهذا أفضل لهم، وأفضل للفقراء وسيكون طلب مقابلة الكيميائي إبراهيم ـ في حال تمرير خلطته العشبية وتعلق المرضى وأقاربهم بها ـ أصعب من طلب الرئيس ياسر عرفات للقاء الرئيس جورج دبليو بوش، أو طلب المحامين الترافع عن معتقلي غوانتانامو؟

المساهمون