"لعبة الموت".. حرب إسرائيلية صامتة على غزة

الأناضول

avata
الأناضول
12 مارس 2015
C5B12194-3A91-4223-835F-1275DB46DCE9
+ الخط -

بجوار منزل الغزّي سامي أبو جراد، في منطقة بيت حانون شرق قطاع غزة، لفتت قطعة حديدية لم يكن لها معالم واضحة نظر طفله محمد، فأشار الطفل بسبابته نحوها، لكن أحداً من أفراد العائلة لم يدرك خطورة ما قد يحدث لاحقاً.

بخطواته البريئة، حاول ابن الأربعة أعوام الوصول إلى تلك القطعة ليلهو بها قليلاً، بعد أن تضرر منزله وألعابه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وما أن أمسك الطفل بتلك القطعة، حتّى انفجرت بين يديه، وأصابته بجروحٍ خطيرة أودت بحياته بعد إصابته بوقت قصير.

ويصف مراقبون أمنيون مُخلّفات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة غير المتفجّرة بـ"لعبة الموت" التي تفتك بأرواح عشرات الغزيين.

المواطن صبحي سكر (41 عاماً) من منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، قال: "في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي اجتمع ثلاثة شبان على أنقاض أحد المنازل التي دمّرتها الطائرات الإسرائيلية الحربية، ووجد أحدهم قطعة حديدية تشبه الصاروخ، لكنها بدت لهم نموذجاً لصاروخ صغير جداً".

وبحسب سكر، فإن "الشبان الثلاثة حاولوا، بدون وعي منهم، فتح تلك القطعة الحديدية بالمطرقة، إلا أن شدة الطرق عليها أدى إلى انفجارها مُتسببة بقتلهم جميعاً، وإصابة اثنين آخرين كانا يجلسان بجوارهم". وقال: "الشبّان الثلاثة القتلى هم: أيمن أبو جبة (23 عاماً)، وعبد الله أبو عصر (23 عاماً)، ومحمد أبو عصر (24 عاماً)".

من جهته، قال أحمد أبو دية، مدير مكتب الإدارة العامة لهندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، إن "الإدارة العامة لهندسة المتفجرات هي الجهة الأمنية الوحيدة المخولة بالتعامل مع مخلفات الاحتلال والقنابل غير المنفجرة".

وأوضح أبودية أن "هندسة المتفجرات أتلفت منذ 26 أغسطس/آب الماضي، أي منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، ما يقارب 50 طناً من المواد المتفجرة الظاهرة على سطح الأرض، والتي تشكّل خطراً كبيراً على أرواح السكان، ولا تزال أنقاض منازل تحوي قنابل غير منفجرة".

وأشار إلى أن"أكثر المناطق التي تم العثور فيها على قنابل غير منفجرة، ويعتقد أنها لا تزال تحتوي على قنابل من النوع ذاته، منطقة الشُّجاعية، وبيت حانون شمال القطاع، والمناطق الحدودية التي تفصل بين الجانب الإسرائيلي والقطاع".

وعن المعيقات التي تواجه وحدة هندسة المتفجرات، أجاب أبودية بـ"انعدام الإمكانيات من الأجهزة والأدوات تسهّل مهامنا في إتلاف المتفجرات، والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي". وبحسرة، ذكر أن "وحدة هندسة المتفجرات فقدت 4 خبراء (لقوا حتفهم) خلال قيامهم بإتلاف مخلفات الحرب الإسرائيلية الأخيرة".

ذات صلة

الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان