"لا ثقة"... شعار الاعتصام ضد الحكومة اللبنانية الجديدة

12 فبراير 2019
اعتصام أمام مقر الحكومة اللبنانية في بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

نظمت قوى سياسية ونقابية وطلابية لبنانية اعتصاماً أمام مقر الحكومة في وسط بيروت، رافعين شعار "لا ثقة" في الحكومة المؤلفة حديثاً، بالتزامن مع بدء انعقاد جلسات مناقشة البيان الوزاري مساء اليوم، واستكمالاً لتحركات سابقة رافضة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية.

كان الاعتصام نسخة أقل زخما عن اعتصامات وتحركات سابقة، وباتت الوجوه المشاركة مألوفة، وعبرت الشعارات عن المطالب ذاتها التي تشكل الهم اليومي لكل لبناني، وعلى رأسها  الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية، معبرين عن خوفهم من اتجاه الحكومة لفرض مزيد من الضرائب على الفقراء.

وتردد في الفعالية اسم اللبناني جورج زريق الذي أحرق نفسه قبل أيام بسبب عجزه عن دفع أقساط مدرسة ابنته، كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعبير عن الغضب، لكن الغضب ظل افتراضياً، إذ لم يوجد في الاعتصام سوى عدد قليل من الأشخاص.

وبدا واضحاً أن المجموعات المنظمة للاعتصام التي تتحرك منذ أشهر، لا تزال في المرحلة الأولى من محاولة الحشد، ويظهر أنها تواجه معوقات في الانتقال إلى المرحلة التالية.

لم يتفق المنظمون على كلمة واحدة، وألقيت عدة كلمات، وفي كلمته كرر المرصد الشعبي لمحاربة الفساد أن "لا ثقة بالحكومة، فمعظم وزرائها هم وزراء الأمس وقبل الأمس، وقد تم تدويرهم على الوزارات".

واعتبر رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، كاسترو عبد الله، أن "المؤتمرات ليست سوى مؤامرات على الفقراء من أجل تنفيذ إملاءات صندوق النقد والبنك الدولي، ومن أجل فرض الضرائب"، كما حذر من اتخاذ أي قرار برفع الضرائب، أو أسعار المحروقات، أو المس بحقوق العمال والموظفين.
وقال شباب التنظيم الشعبي الناصري في كلمتهم، إن "النواب المجتمعين يتحدثون عن أزمة، ويستحدثون حلولاً لها، بينما هم الأزمة، وهم من أوصلونا إلى ما نحن عليه. النظام الطائفي أصل البلاء، ولا خلاص للبنان، ولا تقدم، ولا حلول للأزمات إلا بتجاوز هذا النظام".

من جهته، رأى الحزب الشيوعي أن "البيان الوزاري سيأتي تنفيذاً لما تضمنه مؤتمر باريس (سيدر)، واستجابة لشروطه التي تستهدف الإضرار بمصالح الشعب اللبناني عبر تقليص القطاع العام، وفرض ضرائب إضافية على كاهل الفقراء، وعلينا التحرك لمواجهة ذلك".

وقال أمين سر الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري، محمد قانصوه، لـ"العربي الجديد"، إن "سبب تعدد الكلمات في الاعتصام، وعدم الاتفاق على بيان واحد، يعود إلى سرعة تنظيم التحرك الذي بدأ قبل يومين فقط. اعتقدنا أن صياغة البيان الوزاري تحتاج إلى وقت أطول، واجتمعنا اليوم، ووافقت المجموعات على إلقاء أكثر من كلمة، وسيجري العمل على توحيد المجموعات في كتلة واحدة تمثل الحراك الشعبي، أما اعتصام اليوم فهو محطة للتحضير للمسيرة المقررة يوم الأحد المقبل".


وقال المسؤول بالهيئة الإعلامية للمجموعات المنظمة للاعتصام، وسام حمادة، لـ"العربي الجديد"، إنه "يجري العمل على توحيد الجميع تحت عنوان واحد يجمع كل المتضررين من السياسات الحكومية المتعاقبة. ما استجد اليوم هو وجود قوى سياسية وازنة على رأسها الحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري، فضلا عن مجموعات وشخصيات، وهم يشكلون إطاراً يعمل على تجنب الأزمات التي مر بها الحراك سابقاً، والدليل على ذلك أن أكثر من مظاهرة نظمت سابقاً وعبرت عن حيوية المجتمعين".
ويرى حمادة أن المناخ الطائفي في البلد هو الذي يحول دون نزول الناس إلى الشوارع للاحتجاج رغم وقوع حوادث مؤسفة تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي. "نعمل على حالة تراكمية يجب أن تستمر لأن الناس لن تتحرك ما لم تسمع ردة فعل. نتبادل الآن اقتراحات لتطوير علاقتنا بالناس، ولا زلنا في مرحلة تجهيز الشارع".

دلالات