"لا ترافياتا": الأدب الإيطالي في مرآة الأوبرا

19 أكتوبر 2015
(من عرض أوبرا "لا ترافياتا")
+ الخط -

يحدث أن تطغى مجالات على أخرى في تلقّي شعوب لثقافات أخرى. هذا ما يحدث مثلاً حين تهيمن الفلسفة الألمانية على الأدب، أو تهيمن الرواية الفرنسية على الموسيقى، وقد يحدث العكس، حيث تُخفي الموسيقى الإيطالية، خصوصاً الأوبرالية منها، بقية الفنون من أدب ومعمار ومسرح.

لعل المعرض الذي يُفتتح اليوم في "المعهد الإيطالي" في العاصمة المغربية الرباط، بعنوان "الأدب الإيطالي من خلال الأوبرا"، يسعى إلى تجاوز هذا النقص. إلى جانب المعرض، يُدعى الجمهور لمشاهدة فيلم "لا ترافياتا" لـ فرانكو زيفرلي (1923)، المستوحى من أوبرا الاسم نفسه.

يمكن القول إن الفيلم يجسّد حالة التقاء فريد بين الأدب والموسيقى والمسرح والسينما في عمل فني واحد، حيث أن الموسيقار الإيطالي جيوزبّي فيردي (1813 - 1901) طلب في عام 1958 إعادة كتابة رواية "غادة الكاميليا" للروائي الفرنسي ألكسندر دوما كي يستطيع تلحينها.

عرفت الأوبرا نجاحاً كبيراً ظل يرافق فيردي حتى رحيله، كما حضر على تمثيلها في مئات المسارح الأوروبية، وهو ما يتواصل إلى اليوم، ما يجعلها واحدة من أبرز نجاحات هذا النمط الموسيقي الذي يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والمسرح.

في 1983، قرّر المخرج الإيطالي فرانكو زيفرلي أن ينقلها إلى السينما. استفاد من قدرات الفن السابع لتطوير ديكورات المسرحية، وإضافة زوايا رؤية جديدة لا يتيحها العرض فوق الخشبة، وهي تجربة سيكررها مع مسرحية "عطيل" لشكسبير في 1986.



اقرأ أيضاً: جينارو جيرفازيو.. في اليسار المصري وانحساراته

دلالات
المساهمون