"كوكب سورية" تطالب العالم بإحلال السلام

18 يونيو 2015
+ الخط -
انطلقت الثورة السورية قبل 4 سنوات، محاولة تأسيس نظام ديمقراطي، وإسقاط عقود من حكم الحزب الواحد، ثم تحوّلت إلى صراع دموي بفعل ممارسات نظام الأسد، والتي أجبرت بسببه نصف العائلات في سورية على ترك منازلها، وقتل أكثر من 200 ألف سوري، في حين وقف المجتمع الدولي عاجزاً تجاه الكارثة.

وبادر المجتمع المدني السوري إلى تنظيم صفوفه، ممثلاً بالاتحادات والتجمعات النسائية والنشطاء السلميين في الداخل، والذين يمثلون ما يزيد عن 17 ألف سوري، لإطلاق نداء للمجتمع الدولي لإيقاف البراميل المتفجرة، والعودة إلى محادثات سلام تضم كل الأطراف، كوسيلة لإيقاف تمدد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

والحملة الجديدة عنوانها "كوكب سورية"، وطالبت المجتمع الدولي بتنفيذ خطوتين لإحلال السلام: أولاهما إيقاف رمي البراميل المتفجرة، حتى لو استدعى ذلك فرض منطقة حظر جوي، وذلك بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن 2319 الصادر في 22 فبراير/شباط 2014، والذي طالب النظام السوري بوقف رمي البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين.

وطلبت الحملة دعم محادثات سلام سورية تجمع كل الأطراف، بدون استثناء أو اقصاء، بهدف الحفاظ على وحدة البلاد بإدارة قادة جدد.

"حايد" من الأتارب، شمال سورية قال: "كل برميل متفجر يرمى يزيد من قوة داعش، وكل دعم يتلقاه المتطرفون في سورية، مرتبط مباشرة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل نظام الأسد".

ويضيف "قررت الأمم المتحدة منع رمي البراميل المتفجرة قبل عام، لكن ومنذ ذلك الوقت قتل 2000 طفل تقريباً بالبراميل. إذا كان العالم جاداً حيال "داعش" لماذا لم يوقف البراميل المتفجرة إذاً؟".


وقالت علا رمضان، إحدى منظمات الحملة: أطلقنا على الحملة اسم "كوكب سورية"؛ لأننا نشعر أحياناً وكأننا من كوكب مختلف. إن مطالبنا بالحرية والديمقراطية قوبلت من كثيرين وكأنها مطالب غريبة أو غير مألوفة على الإطلاق.

وأضافت: "جاء الاسم لأن ثورتنا السلمية تحولت إلى حرب دولية تورطت في تأجيج العنف فيها 80 دولة على الأقل. إننا ندعو إلى تضامن دولي جاد لإنهاء هذه الحرب، ونريد لأصواتنا أن تصل إلى صناع القرار ومن يملكون سلطة تؤثر على حياتنا ومستقبلنا".

وأطلق الناشطون وسم "#كوكب_سورية" على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لإيصال صوتهم ومطالبهم للعالم أجمع، إذ أرفق بصور ومقاطع فيديو تبيّن حجم الدمار والمعاناة الإنسانية والعنف الدائر في أغلب المناطق السورية منذ 4 سنوات، ولوحات مترجمة للإنجليزية كُتب عليها "أيها العالم: هل من أحد هناك؟ لا نطلب الكثير، إننا نسعى فقط إلى العيش بسلام، ألسنا بشراً مثلكم؟"، وشهد الوسم تفاعلاً ودعماً كبيرين من قبل ناشطين مختلفي الجنسيات.


وحول الآمال المعلقة على هذه الحملة للبدء بتحقيق تضامن دولي مطلوب لدعم السوريين الذين يواجهون العنف من كل الأطراف، قالت السيدة سلمى كحالة وهي من أحد المنظمين: "نشعر بإحباط شديد في داخلنا لافتقارنا إلى الحد الأدنى من دعم الأصدقاء حول العالم. الفكرة ليست معقدة بتاتاً، فالغالبية المطلقة من السوريين لا يريدون ديكتاتورية أو عنفاً. نحن نريد بالضبط ما يحتاجه أي إنسان، في أي مكان على وجه الأرض، الحرية والكرامة".

وأضافت "أملنا الكبير هذه المرة أن يستجيب لندائنا الناس حول العالم ويتضاموا معنا، لإيقاف البراميل المتفجرة، والدفع نحو تحقيق السلام بشكل قوي وفعال".

يذكر أن حملة "كوكب سورية" مستمرة لحين تحقيق مطالبها. وكان قد وقّع على بيانها 85 مجموعة سلمية، بينها مركز توثيق الانتهاكات، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، والاتحاد النسائي الكردي.