"كندوش"... مواجهة حول البيئة الشامية

23 نوفمبر 2017
حسام تحسين بيك (فيسبوك)
+ الخط -
بعد الأزمة التسويقية التي حلّت بالدراما السورية في الموسم الرمضاني السابق، تسعى شركات الإنتاج إلى خلق إمكانيات جديدة للترويج لأعمالها، واستنزاف كافة الطرق والوسائل الممكنة، فشرعت بعض شركات الإنتاج السورية في الاستعانة بنجوم كوميديا العصر الذهبي للدراما السورية، الذين لطالما أهملهم صناع الدراما بسب تقدمهم في العمر، وحصرهم في مهام الأدوار الثانوية، أمثال: سامية الجزائري، وهدى الشعراوي. والممثل حسام تحسين بيك، الذي أعلن قبل أيام أنه سيدخل سباق الموسم الرمضاني القادم، من خلال مسلسل "كندوش"، من تأليفه. 

بحسب تصريحات تحسين بيك، فإنه اتفق منذ فترة مع شركة "قبنض" للإنتاج الفني على إنتاج العمل، ولكن الشركة عمدت إلى التأجيل، إلى أن وضعته هذه السنة ضمن خطتها الإنتاجية لموسم دراما رمضان.

يدّعي تحسين بيك أن فكرة لعب الشخصية الرئيسية في المسلسل، لم تكن بباله عندما قام بكتابة العمل، وإنما تم اختياره من قبل مخرج العمل، الممثل وائل رمضان، الذي رغب في الاستفادة من الخامة المميزة لصوته في أداء الأغاني الرئيسية في العمل، التي كتبت للشخصية، والجدير بالذكر أن الأغاني هي من تأليف وتلحين حسام تحسين بيك، وليست أغاني تراثية.

ومن ناحية أخرى، يبدو أن الأسباب التي دفعت شركة "قبنض" للعمل مع تحسين بك على النص المؤجل، لا تتعلق بالمنافسة والترويج فقط، فقد يكون للمشاكل والخلافات التي تدور بين الشركة والمخرج بسام الملا حول المسلسل السوري الشعبي، "باب الحارة"، هو ما دفع الشركة للبحث عن بدائل جديدة، فالرغبة في إنتاج سلسلة جديدة من أعمال البيئة الشامية، هو ما يدفع "قبنض" في الوقت الحالي إلى الانفتاح أكثر على الأعمال التي تنتمي لهذا النوع الدرامي، ويبدو أن "كندوش" أحد الحلول المناسبة، فهناك ستون حلقة جاهزة منه، وهو مرتبط باسم حسام تحسين بيك، وهو ممثل يتمتع بشعبية، وقد تستثمر الشركة، محبة الناس وحنين الجمهور لعصر الدراما السورية الذهبي للتسويق للعمل.

الترويج المضاد
ويتضح ارتباط إنتاج "كندوش" بمسلسل "باب الحارة"، من خلال التصريحات التي أطلقها تحسين بيك في الحملة الترويجية، حيث أكد أن ما دفعه إلى إنجاز هذا العمل، واختياره للبيئة الشامية، هو رغبته في رصد البيئة الشامية الحقيقية، التي شوهتها المسلسلات الشامية، والتي يرى أنها لا تنتمي للبيئة الدمشقية الحقيقية، بحسب تعبيره، وإنما هي من محض الخيال، ويرى أنه من المعيب تقديم مجتمعنا بصورة مُتخلفة، وانتقد صناع "باب الحارة" بالأخص، ووصفهم بالـ"داعشيين"، حيث صرح: "لا يزال باب الحارة متصدراً الأعمال العربية من ناحية المشاهدة، لكن المشاهد العربي يحب المكائد، وباب الحارة ليس عملاً بيئياً، بل مجموعة حكايات ألصقوا عليها ماركة البيئة، والقائمون عليه كالدواعش، فكما دمّر تنظيم داعش مدينة تدمر الأثرية، طمس هؤلاء الكتّاب تاريخ البيئة الشامية".

وبذلك يبدو واضحاً أن تحسين بيك و"قبنض" يحاولان استثمار شهرة "باب الحارة" والادعاء بتصحيح مسار البيئة الشامية للترويج للعمل الجديد. ولكن الغريب في الأمر، أن "قبنض" هي الشركة المنتجة لمسلسل "باب الحارة"، وأن حسام تحسين بيك سبق له وأن شارك في "باب الحارة" في جزئيه، الأول والثاني، من خلال أداء شخصية ثانوية فيه.

المشادة تبدو حادة لهذا الموسم، وستفضي بالتالي إلى مواجهة بين صنّاع الدراما السورية، وتتخذ من الأعمال الدرامية أسلحة جديدة للمنافسة، في وقت قرر عدد من الممثلين السوريين الهجرة إلى الخارج، ويغيب بعضهم الآخر عن أي عمل جديد مثل قصي خولي، ومكسيم خليل، وتواجه سورية أزمة تسويق لإنتاجها الدرامي منذ سنوات، ومن دون شك فإن المعركة التي ستفتحها شركة "قبنص" للإنتاج ستنعكس سلبًا داخل شركات الإنتاج لما تتبناه من مواجهة مع مسلسلات أخرى مهما اختلف تقييمها.


المساهمون