منذ بداية رحلة الثلاثي فهمي وشيكو وهشام ماجد في السينما، والتي أنتجت 4 أفلام ناجحة آخرها "الحرب العالمية الثالثة" عام 2014، كان واضحاً أن أحمد فهمي هو الأكثر قابلية للانفصال والعمل بشكل منفرد، ربما بسبب مواصفاته الشكلية الأقرب لـ"نجوم السينما"، والتي تسمح له أيضاً بالتنوع في الأدوار. وبالفعل، حين حدث الانفصال أخيراً، استمر كلّ من شيكو وماجد معاً في فيلم "حملة فريزر". وحاول فهمي بشكل منفرد أن يمنح نفسه كل أسباب النجاح، معتمداً على سيناريست مثل شريف نجيب (مؤلف "لا تراجع ولا استسلام") وفريق كبير من الممثلين المساعدين، ومخرج بحجم، معتز التوني، لأنه كان يدرك أن الخطوة الأولى ستكون الأصعب. نجح الفيلم على المستوى التجاري، واستطاع أن يتجاوز حتى إيرادات أصدقائه القدامى، ولكن كمستوى فني وقدرة على الإضحاك، يمكن اعتبار "كلب بلدي" الفيلم الأقل بين الأفلام الأربعة المتصدرة في عيد الأضحى، وراء أفلام "عشان خارجين" و"حملة فريزر" و"لف ودوران".
يبدأ الفيلم بفكرة مختلفة. طفلٌ صغير تلده أمه أثناء عملية سرقة، وبعد القبض عليها، تقوم كلبة بإرضاعه وتربيته، فيسمى "روكي"، ويكتسب صفات الكلاب إلى جانب صفاته الآدمية، وتحديداً حاسة الشم لديه، وقوته الخارقة عندما يغضب. وهو الأمر الذي يحاول الضابط الفاشل، بليغ، استغلاله، من أجل الإيقاع بعصابة مخدرات يترأسها وردة الحلواني (أكرم حسني) الذي يملك مخططاً خطيراً للتحكم في عقول المصريين.
يبذل صناع "كلب بلدي"، وتحديداً كاتبي السيناريو فهمي ونجيب، مجهوداً كبيراً في التفاصيل، وفي رسم الشخصيات. ثمة اهتمامٌ واضح بأن تحمل كل شخصية صفات قادرة وحدها على إثارة الضحك. هناك بطل بصفات كلب، ملازم فاشل يتسم بالغباء حتى إن أولاده تجاوزوه في الرتب، قناص لا يرى، مجرم شبه مجنون يربي دبّاً قطبيّاً. التفاصيل بشكل مجرد ذكية جداً ومختلفة، ولكن في المقابل فإن كتابة أحداث الفيلم ومواقفه الكوميدية تعاني من الثقل والترنُّح، ولا تذهب نكات الفيلم لأبعد من الصورة الظاهرية. لا توجد مفاجأة للمشاهد، ولا توجد منطقة مختلفة نذهب إليها كاستفادة من الأفكار التمهيدية الجذابة، فتأتي الأحداث والمواقف رتيبة ومملة، والأغرب أيضاً أنها قديمة، وتشعر أنها كتبت منذ فترة طويلة جداً.
الممثلون أنفسهم، ورغم المساحات الكبيرة التي يأخذها بعضهم على الشاشة، كانوا مقيدين جداً في القالب الضيق، والصفة المكررة في كل شخصية. ومن المثير للانتباه والتساؤل، كيف أن ممثلاً موهوباً مثل، أحمد فتحي، كان قادراً في مساحة دور أصغر كثير بفيلم "حملة فريزر"، أن يثير ضحك الجمهور أكثر من مساحته الضخمة في دور الضابط بليغ هنا. وكيف أن أكرم حسني الذي اشتهر بشخصية سيد أبو حفيظة، ورغم مشاهده المتعددة في الفيلم، لم ينتزع أي ضحكة من الجمهور، لدرجة تعليق البعض عن أن "الدب القطبي كان مضحكاً أكثر منه".
في جوانب الحركة، والربع الأخير من الفيلم الذي يتعلق فيه الأمر بالصدام بين البطل بصفاته المختلفة والمجرم نصف المجنون، يتحسن الفيلم قليلاً. ويدرك فهمي أن أحد الأمور التي يريد ترسيخها، هو قدرته على أداء مشاهد "الأكشن"، والمخرج، معتز التوني، ينفذ تلك المشاهد عموماً بشكل مقبول جداً. ولكن في النهاية، هذا فيلم كوميدي، والقدر الأهم من نجاحه وتقبله، هو حجم الضحك الذي يخلقه ويثيره في المشاهد، والذي كان هنا قليلاً جداً. ربما المرة الوحيدة التي ضحكت فيها قاعة السينما بشكل حقيقي، هي لحظة ظهور المطرب الشعبي، عبد الباسط حمودة، وتوظيفه الجيد في أحد مشاهد الفيلم. وخلاف ذلك، لم يكن هناك إلا الابتسام أو الانزعاج من ركاكة ما يحدث ويقال.
نجاح الفيلم، واحتلاله المركز الثاني بين إيرادات عيد الأضحى، ربما يكون دافعاً لأحمد فهمي للاستمرار بشكل منفرد عن شيكو وماجد.
اقــرأ أيضاً
يبدأ الفيلم بفكرة مختلفة. طفلٌ صغير تلده أمه أثناء عملية سرقة، وبعد القبض عليها، تقوم كلبة بإرضاعه وتربيته، فيسمى "روكي"، ويكتسب صفات الكلاب إلى جانب صفاته الآدمية، وتحديداً حاسة الشم لديه، وقوته الخارقة عندما يغضب. وهو الأمر الذي يحاول الضابط الفاشل، بليغ، استغلاله، من أجل الإيقاع بعصابة مخدرات يترأسها وردة الحلواني (أكرم حسني) الذي يملك مخططاً خطيراً للتحكم في عقول المصريين.
يبذل صناع "كلب بلدي"، وتحديداً كاتبي السيناريو فهمي ونجيب، مجهوداً كبيراً في التفاصيل، وفي رسم الشخصيات. ثمة اهتمامٌ واضح بأن تحمل كل شخصية صفات قادرة وحدها على إثارة الضحك. هناك بطل بصفات كلب، ملازم فاشل يتسم بالغباء حتى إن أولاده تجاوزوه في الرتب، قناص لا يرى، مجرم شبه مجنون يربي دبّاً قطبيّاً. التفاصيل بشكل مجرد ذكية جداً ومختلفة، ولكن في المقابل فإن كتابة أحداث الفيلم ومواقفه الكوميدية تعاني من الثقل والترنُّح، ولا تذهب نكات الفيلم لأبعد من الصورة الظاهرية. لا توجد مفاجأة للمشاهد، ولا توجد منطقة مختلفة نذهب إليها كاستفادة من الأفكار التمهيدية الجذابة، فتأتي الأحداث والمواقف رتيبة ومملة، والأغرب أيضاً أنها قديمة، وتشعر أنها كتبت منذ فترة طويلة جداً.
الممثلون أنفسهم، ورغم المساحات الكبيرة التي يأخذها بعضهم على الشاشة، كانوا مقيدين جداً في القالب الضيق، والصفة المكررة في كل شخصية. ومن المثير للانتباه والتساؤل، كيف أن ممثلاً موهوباً مثل، أحمد فتحي، كان قادراً في مساحة دور أصغر كثير بفيلم "حملة فريزر"، أن يثير ضحك الجمهور أكثر من مساحته الضخمة في دور الضابط بليغ هنا. وكيف أن أكرم حسني الذي اشتهر بشخصية سيد أبو حفيظة، ورغم مشاهده المتعددة في الفيلم، لم ينتزع أي ضحكة من الجمهور، لدرجة تعليق البعض عن أن "الدب القطبي كان مضحكاً أكثر منه".
في جوانب الحركة، والربع الأخير من الفيلم الذي يتعلق فيه الأمر بالصدام بين البطل بصفاته المختلفة والمجرم نصف المجنون، يتحسن الفيلم قليلاً. ويدرك فهمي أن أحد الأمور التي يريد ترسيخها، هو قدرته على أداء مشاهد "الأكشن"، والمخرج، معتز التوني، ينفذ تلك المشاهد عموماً بشكل مقبول جداً. ولكن في النهاية، هذا فيلم كوميدي، والقدر الأهم من نجاحه وتقبله، هو حجم الضحك الذي يخلقه ويثيره في المشاهد، والذي كان هنا قليلاً جداً. ربما المرة الوحيدة التي ضحكت فيها قاعة السينما بشكل حقيقي، هي لحظة ظهور المطرب الشعبي، عبد الباسط حمودة، وتوظيفه الجيد في أحد مشاهد الفيلم. وخلاف ذلك، لم يكن هناك إلا الابتسام أو الانزعاج من ركاكة ما يحدث ويقال.
نجاح الفيلم، واحتلاله المركز الثاني بين إيرادات عيد الأضحى، ربما يكون دافعاً لأحمد فهمي للاستمرار بشكل منفرد عن شيكو وماجد.