على مدخل المدينة، اختار مستثمرون مغاربة وفرنسيون أن يستثمروا في التماسيح، وذلك بعدما انقرضت من هذه البلد، بفعل الضغط السكاني حول أماكن المياه على مرّ السنين، ما حذا بهم إلى التفكير في جلبها من الخارج، وحمايتها في حديقة ومنتزه "كروكوبارك".
صمّمت الحديقة بمواصفات تحاكي الطبيعة التي توجد فيها التماسيح، وبطريقة تراعي ظروف عيشها، عبر مسارب وأحواض مائية، وكهوف صُممت وفق أشكال هندسية تستجيب لتغييرات الطقس طوال السنة، تسهل على الزواحف التكيّف معها.
وتقع حديقة التماسيح في الدرادكة بمدخل مدينة أكادير، على مساحة تزيد عن 3 هكتارات من المساحات الطبيعية.
وقبل أن تدخل الحديقة لا سبيل لك إلا المرور عبر فم تمساح عملاق، إذ اختار مصمموها أن يكون هو المدخل، والذي يسلمك إلى مشاهد تراوحت بين أحواض مياه وكهوف وممرات ملتوية تحت أشجار كثيفة، وسط مشاهد لتماسيح مستلقية في حمام شمس أو عائمة وسط المياه.
يقول مسؤول الحديقة والمسؤول عن تغذية وعلاج التماسيح، باتريس بورني، في تصريح للأناضول إن: "تماسيح الحديقة تم استقدامها جميعها من مدينة جربة التونسية، وتضم 325 تمساحاً، 300 منهم في عمر خمس سنوات، و25 يصل عمرها إلى 10 سنوات، تشمل 23 نوعاً، بينها التمساح الأميركي، والسقساق، وغيرها، لكن أغلبها من نوع تماسيح النيل، والتي يتراوح طولها ما بين متر ونصف المتر ومترين ونصف المتر، ويمكن أن تصل إلى خمسة أمتار، كما يمكن أن يزن الواحد منها نحو طن".
ويضيف: "هذا النوع من التماسيح يعيش في أحواض مائية، ويتحرك كثيراً ولا يبقى أبداً في مكانه، وفي غضون يونيو/ حزيران أو يوليو/ تموز المقبلين، ننتظر ميلاد أول التماسيح الصغار في هذا الفضاء الطبيعي".
يتحدث بورني بفرح لا تخطئه العين، وهو يرى أن تعهده التماسيح في المغرب ينتظر أن يعطي أولى ثماره في إعادة توطينها، ولو في حديقة. ولضمان راحة التماسيح صمم القائمون على "كروكوبارك" خمسة كهوف مجهزة للتأقلم مع الجو، حيث تكون باردة في الصيف معتدلة في الشتاء، كما أنها مزودة بالأشعة فوق الحمراء، ما يجعلها "تعيش في ظروف طبيعية مريحة"، كما يقول المتحدث.
ويتابع أن "هذه الحديقة، بالإضافة إلى كونها مشروعاً استثمارياً ربحياً، فإنها تتيح العناية بمجموعة من التماسيح، وضمان تكاثرها، وتوفر أحسن ظروف العيش والمتابعة الصحية لها، حفاظاً على هذا الفصيل من الحيوانات من الانقراض، وجعلها في متناول الباحثين والطلبة لتطوير البحث العلمي المرتبط بها وبالزواحف عموماً".
وإلى جانب التماسيح تضم كروكوبارك مساحة خاصة بالنباتات، تضم أكثر من ثلاثة آلاف نبتة، تم استقدامها من دول وقارات مختلفة، فمن الخارج، تبدو "كروكوبارك" محاطة بأسوار ترابية يتوسطها رأس تمساح عملاق، مستوحاة من الوجود الفعلي للتماسيح التي كانت تعيش في المنطقة حتى أوائل القرن العشرين، زادها رسوخاً في عمق المنطقة الطراز المعماري المحلي التقليدي.
اقرأ أيضاً: أبرز 10 أغان عربيّة للأم