تعترض العمارة العربية المعاصرة إشكاليات متعدّدة، أولّها يتعلّق بالابتعاد في كثير من ممارساتها عن واقع الناس المعيشي ومتطلباتهم، ما يسببه غياب التخطيط الحضري الذي يأخذ بالاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في معظم مدن العالم العربي.
مشهد يستدعي تطوير مناهج التعليم في الأكاديميات الهندسية، ووضع استراتيجيات تنظر إلى المنتج المعماري بوصفه أساساً لنهضة المجتمع والدولة، وتعبيراً عن هويتها، ووسيلة لتحديث يغطّي جميع مناحي الحياة.
في سياق اهتمامها بالعمارة ضمن مستويات متعدّدة، أطلقت "المؤسسة العامة للحي الثقافي" في الدوحة "جائزة "كتارا للإبداع الهندسي للعام 2020"، ووجهت دعوة إلى المهندسين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة فيها، من خلال تقديم مشاريعهم الهندسية، في خمس فئات تشمل مجالات: الثقافة والرياضة والسياحة والبيئة والطب.
وأوضحت "كتارا" في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، أن الجائزة تهدف إلى تعزيز التميّز في المشاريع البحثية المكتملة، مع التركيز على صحة الإنسان والأخذ بعين الاعتبار الجمال والاستدامة، كما يشترط في المشروع المشارك أن يعالج التحديات المعاصرة والمستقبلية، ويتوفّر على الابتكار والإبداع، بالإضافة إلى ضرورة أن تقدم المشاريع باللغتين العربية والإنكليزية الى جانب عرض هندسي شامل للمشروع.
وتأتي الجائزة ضمن "استراتيجيتها الساعية إلى بناء الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المفهوم الشامل للثقافة كقاعدة أساسية لإثراء المجتمع بكل الطاقات الإبداعية وتحفيزه الدائم على الابتكار، ومن المؤمل أن تحفّز الطاقات الشابة على الابتكار والإبداع"، بحسب البيان نفسه.
يحصل الفائز في كلّ فئة من فئات الجائزة الخمسة على عشرة آلاف دولار أميركي، والتسجيل للجائزة يكون عبر موقع كتارا الالكتروني www.katara.net ، حيث حدّد آخر تاريخ لاستلام المشاركات في الحادي والثلاثين من تموز/ يوليو المقبل.
يذكر أنّ المؤسسة العامة للحي الثقافي، كانت قد أطلقت عدداً من الجوائز شملت مجالات ثقافية وعلمية ومنها "جائزة كتارا للرواية العربية"، و"جائزة كتارا للمخترعين" وغيرهما.