"كتاب في الساحة": بالحدّ الأدنى من الجمهور

13 سبتمبر 2020
لوحة إعلان عن التظاهرة
+ الخط -


في دورتها الـ 42 التي انطلقت أوّل أمس الجمعة في مدينة نانسي الفرنسية، تعيش تظاهرة "كتاب في الساحة" مفارقة غريبة، فقد استفادت هذا العام من دعاية إعلامية موسّعة حيث أن تنظيمها يعني عودة الحياة الثقافية إلى شيء من حيويّتها التي افتقدتها منذ شهور بسبب إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا. لكن هذه الدعاية التي بدأت منذ أسابيع لا نجد لها أثراً ملموساً ضمن فعاليات التظاهرة بسبب صعود الموجة الثانية من الفيروس في شرق فرنسا، وهو ما انجرّت عنه نتائج كثيرة.

من ذلك أن أحد أبرز ضيوف الدورة الجديدة؛ المفكّر جاك أتالي، قد ألغى مشاركته التي كان من المفترض أن تقام اليوم. من جهة أخرى، تُضيع التظاهرة خلال هذه الدورة أهمّ عنصر، ذلك الذي يعبّر عنه عنوانها، أي حضور الكِتاب والمؤلّفين في فضاء عام، والاكتفاء بمساحة عرض ضيقة لعدد قليل من الناشرين، أما لقاءات الكُتّاب مع الجمهور فباتت تقام في قاعات مغلقة لتصبح التظاهرة أقرب لمؤتمر منها إلى مهرجان أدبي.

أكثر من ذلك، فقد جرى الاكتفاء بحصّة المقاعد التي تمّ حجزها عبد الأنترنت قبل نهاية الشهر الماضي، ولم يعد ممكناً حضور مزيد من المتابعين، وقد كان هؤلاء عادة يحضرون بشكل عفويّ لهذ الكاتب أو ذاك ضمن جولتهم بين أروقة معرض الكتب الصادرة في بدايات هذا الشهر في ما يعرف في فرنسا بموسم "الدخول الأدبي". 

في سياقات عادية، كان يفترض أن يكون حفل الافتتاح حدثاً موسّعاً غير أن الإجراءات المفروضة طمست كلّ شيء. ليس فقط لأنه فعالية افتتاحية وإنما لحضور اسم أدبي أساسي في خارطة الأدب الفرنكفوني، والعالمي أيضاً، الكاتبة البلجيكية أميلي نوثومب، غير أن حديثها أول أمس الجمعة لم يكن أكثر من محاضرة في قاعة مغلقة لم تتجاوز المئة شخص، وحدث الأمر ذاته مع مواعيد كانت منتظرة مثل تقديم المفكّر النفساني توبي ناتان لآخر أعماله يوم أمس السبت.

يستمر "كتاب في الساحة" حتى 20 من الشهر الجاري، ومن أبرز فعالياته في الأيام المقبلة؛ حفل إطلاق مؤسسة "ألبان ميشيل" لسلسلة تهتم بالكتاب المصوّر وتحاول تطوير ملامساته إلى فضاءات أبعد من التخييل مثل العلوم الإنسانية والنصوص المسرحية، كما يقدّم آلان مابكنو عمله الأخير "إشاعات من أميركا"، ويتحدّث غيوم ميسو عن مجمل تجربته الروائية في 19 من الشهر الجاري. 

وفي اليوم الموالي يقدّم المفكّر أندريه كونت سبونفيل المعجم الذي خصّصه لمونتاني، ويحاضر جاك رانسيير حول الجماليات وتاريخها، وتختتم التظاهرة بقراءة تقدّمها الممثلة جولييت بينوش لنصوص تختارها من أبرز الإصدارات الأخيرة التي راقتها.

المساهمون