بعنوان "أرض الفلاحة"، يقيم فنان التصوير الفوتوغرافي طارق الدجاني معرضاً لأعماله في غاليري "جاكرندا" في عمّان حتى 26 من الشهر الجاري.
ورغم أن علاقة الإنسان بالطبيعة هي محور الصور بشكل عام، إذ تستمدّ أعمال المعرض أفكارها من الريف في جنوب إسبانيا حيث يقيم الفنان، يلجأ الدجاني إلى استخدام الأسود والأبيض، مجرّداً الطبيعة من سلطة اللون، ومحرّراً المتلقي من الوقوع تحت سلطة الافتتان المعتاد بالطبيعة وتدرّجاتها، كأن الدجاني يريد أن يُظهر نيغاتيف الطبيعة، وليس سحرها المألوف ولا ما نتوقّعه ونريده منها.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الفنان علاقة الإنسان المعاصر بالطبيعة من خلال الصور، فهو ما زال يعمل على مشروع "البشرات" وهي منطقة ريفية قريبة من غرناطة. كما قدّم الدجاني مجموعة من الأعمال الفوتوغرافية التي كان موضعها جبال رم في الأردن أو طقوس صيد الصقور، وكذلك ما لا نتوقّعه في عالم الخيول العربية، معيداً الاعتبار إلى جماليات صور الحصان بعد أن تم استهلاكها وابتذالها.
الثيمة المشتركة في كل مجموعات الدجاني الفوتوغرافية التي حاورت الطبيعة هي إظهار التضاريس غامضةً وغرائبية، حتى حين يظهر الإنسان وهو يحمل ثمرة من ثمارها، يظهر جزء منه كما لو كان مجرّد حامل للطبيعة أو شريك لها ولا سلطة له عليها.
كذلك، يبدو البشر في مجموعات خاصة من البورتريه قدّمها الدجاني، غامضين وغرائبيين وكأنهم ليسوا بشرا مثلناً، بل هيئات صامتة وغارقة في لحظة عميقة لا مدخل لنا إليها سوى من خلال كاميرا الدجاني.
اقرأ أيضاً: بعثة فلسطين في اليونسكو: سابقة في التفريط الثقافي