يتواصل حتى 18 من الشهر الجاري معرض "كايروس" للفنانة التشكيلية المغربية فطيم زهراء مرجاني (1971). معرض يحطّ منذ أيام في قاعة العرض بـ"المكتبة الوطنية" في العاصمة المغربية الرباط، وستسافر به مرجاني إلى الكوت ديفوار وسنغافورة في الأشهر القادمة.
"الإنسان الذي يقوم يومياً بتدمير محيطه" هو الثيمة العامة للوحات المعرض. تعتمد مرجاني التجريد في طرح رؤيتها الفنية، بحيث تغيب الأغراض من أعمالها فاسحة المجال إلى لقاءات الألوان بالرموز الصغيرة التي تدسّها الرسّامة في اللوحات.
وخلال تقديم معرضها، في 3 أيلول/ سبتمبر الماضي، فسّرت مرجاني اختيارها لعنوانه، حين عرّفت الـ "كايروس" بأنه "اللحظة التي ينقلب فيها كل شيء، وهي اللحظة التي على الإنسان أن يتحرّك فيها لإنقاذ نفسه ومحيطه من العدمية والاندثار".
هكذا، نلمس الهاجس الأبرز لعملها الفني، وهو انعكاس التدهور البيئي على الإنسان والفن. تعني "كايروس" في اللغة اليونانية القديمة "اللحظة المناسبة"، وهي كلمة تستعمل في ميادين عدة، مثل الفلسفة والطب والعلوم العسكرية.
تحاول مرجاني أن تقول بأن التهديد الذي يتعرّض إليه العالم والإنسان حقيقي، لكن الفن، في المقابل، يشير إلى أن الحياة لا تخلو من أمل، فهو مُنتِج الـ "كايروس"، وبالتالي، هو وسيلة لمجابهة الخطر الذي يهدّد كل شيء في حياتنا.
تستعمل مرجاني القماش والخشب والورق كمحامل للألوان في لوحاتها. هذه الألوان التي تتراكب فتُظهر الإنسان كشاهد على عجزه أمام ما يحدث على مستوى كوكبي يتجاوز كل قدرة لديه على رد الفعل.
في بعض لوحاتها، تستعمل مرجاني مواد مثل، الزفت والفحم وأوراق الأشجار اليابسة لدعم هذه الرؤية وتمريرها، وتعنون بعض لوحاتها بأسماء كائنات منقرضة بسبب الاختلال البيئي الذي نتج عن التطوّر الصناعي غير محسوب العواقب.