"كان ياما كان ثورة" لسليم معوض.. فن الشارع في الغاليري

26 يونيو 2020
مقطع من عمل لسليم معوض، من المعرض
+ الخط -

تَظهر أعمال الفنان اللبناني سليم معوض كما لو أنها منتزعة من جدار على إحدى شوارع بيروت، أو غرافيتي من أعمال الانتفاضة التي اندلعت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أو ربما ملصقاً لها، وهذه الأعمال يتيحها "غاليري أليس مغبغب" في بيروت تحت عنوان "كان ياما كان ثورة"، في معرض ينطلق في الأول من تموز/ يوليو المقبل.

معوّض هو فنان شارع، كما أنه يعمل في الأساس في مجال أبحاث متعلقة بما يحدث للمجتمعات من تحوّلات بعد الحرب والصراعات من الجانب النفسي، وحين بدأت الاحتجاجات في بيروت شارك فيها ليس فقط كواحد منها ولكن كفنان أيضاً، وإحدى رسوماته "جلسة معالجة نفسية جماعية" التي أنجزها في ساحة "رياض الصلح" اشتهرت أكثر من غيرها، وكان قد رسمها في رابع أيام الاحتجاجات.

بالنسبة إلى معوّض فإنه يعمل على البعد السيكولوجي الاجتماعي، ويستعمل الرسم لبناء علاقة بينه وبين الجمهور المتظاهر، ويرى أن سبب هذا الغرافيتي كان مستوحى من أن أي مجتمع يخرج من صدمة مثل الحرب الأهلية، فيمر بمرحلة نكران ثم غضب ثم قبول ثم يصل إلى اختيار طريق جديد.

لكن لبنان بالنسبة إلى معوض، كما يقول في مقابلة أجريت سابقاً معه، عاش مرحلة نكران تجاوزت الثلاثين عاماً، وما رآه في الشوراع في أكتوبر الماضي كان الغضب، وكان الفضاء المفتوح مكاناً للتعبير عن هذا الغضب، وما حدث في تلك الفترة أن الفنانين ومن بينهم معوض خرجوا من الستوديو واشتغلوا على فضاء بيروت نفسه لتصبح المدينة كلها غاليري لفنون الغرافيتي والشارع، ويصبح هذا بدوره صدى لغضب الشارع.

في أعمال معوض روح الملصقات الثورية القديمة وألوانها وخطوطها، ويستفيد من العبارات الشعاراتية وهي ملح الاحتجاجات، ويقترح المينوتور (نصف إنسان ونصف ثور في الميثولوجيا الإغريقية) كثيمة مشتركة تقريباً بين كل الأعمال، والتي كان يرسمها أيضاً في الغرافيتي خلال الاحتجاجات.

يشير بيان الغاليري إلى أن معوض "يأخذنا في رحلة عبر مفهومه للثورات، وكيف ولماذا تبدأ، وكيف ينظر إلى ذروتها أو زوالها"، المفارقة أن عمل معوض الذي ينتمي إلى الشارع والفضاء الطلق، يعرض اليوم في صالة مغلقة، أي في المكان التقليدي الهادئ للوحات، بعيداً عن هتاف الجماهير وغضبهم.

يُذكر أن "غاليري أليس مغبغب" كان قد بدأ سلسلة معارض عن الثورة قبل الإغلاق بسبب كورونا، وهذا أول معرض بعد عودة الحركة إلى المدينة والسماح باستئناف العمل في مجالات الفنون والثقافة.

دلالات
المساهمون