أشكال فنية عديدة صاحبت الفترة التي دارت فيها أبرز أحداث الثورة التونسية (17 كانون الأوّل/ ديمسبر 2010 إلى 14 كانون الثاني/ يناير 2011)، بل إن بعض مكوّناتها تبلور في تلك الأيام مثل شخصية "القط ويليس" للرسامة الكاريكاتيرية نادية خياري وغيرها من الشخصيات أو الرموز، ومع مرور ستة سنوات بدأت تتحوّل إلى وثائق تشهد على ما حدث.
في "مؤسسة بيت تونس" في باريس، افتتح أوّل أمس معرض "كاريكاتونسي 5" الذي يضيء على ثلاث تجارب فنية برزت أيام الثورة في تونس، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري.
ستكون خياري حاضرة خلال التظاهرة من خلال ألبوم رسومات، حيث تحتفل الفنانة بالذكرى السادسة لميلاد "القط ويليس" بالتوازي مع الثورة، كما تحضر أعمال لفنان الغرافيتي عصمت بن يوسف المعروف باسم سيم فاندار، وكذلك مصمّم فيديوهات "أنارشنوة" والذي لم يكشف بعد عن اسمه منذ ظهور أعماله على الساحة في 2010، علماً أن شخصية "ويليس" ظهرت في أعمالهما أيضاً.
ثمّة جانب آخر يضيئه المعرض وهو تطوّر الفنانين الثلاثة في سنوات ما بعد الثورة، إذ يختلف ما جرى تقديمه في ذلك الشهر الصاخب مع ما يجري إنتاجه اليوم، فمثلاً تحوّلت حكايات "القط ويليس" من الفيسبوك كفضاء تحرّك وحيد إلى مجموعة كتب أهمّها "أنا ويليس من تونس.. يوميات الثورة" (2012) و"كتاب الديكتاتور المثالي" (2015)، فيما قلّ حضور أعمال سيم فاندار في الشارع مقابل إنتاجه في العامين الماضيين لأفلام توثّق لـ "مغامرات الغرافيتي" في الأفلام قصيرة، أما فيديوهات "أنارشنوة" فقد تغيّرت مواضيعها من انتقاد القمع السياسي إلى السخرية من الأداء الإعلامي في تونس.