يعمل القنّاص من حي أبو سنينه (توماس كوكس/فرانس برس)
تكشف وسائل إعلام إسرائيلية، أن حالة من الرعب تسود أوساط الجيش والمستوطنين في مدينة الخليل، أقصى جنوب الضفة الغربية، بسبب الفشل في القبض على القنّاص الذي يواصل، منذ عامين، اصطياد الجنود والمستوطنين في المدينة.
في هذا السياق، يُدلي المعلّق العسكري في موقع "والا" الإخباري، أمير بوحبوط، بدلوه، في تقريرٍ له يذكر فيه أن "عدداً من الجنود قُتلوا وأُصيبوا في عمليات القنص التي نفّذها القنّاص". ويشير بوحبوط إلى أنه "يتعمّد إطلاق النار من حي أبو سنينه على الجنود الذين يحرسون محيط المسجد الإبراهيمي في مركز المدينة، قبل أن يختفي لفترة، ثم يعود لاصطياد المزيد من الجنود".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يعتدي على المحتجين في الضفة
ويتابع بوحبوط: "شهدت الآونة الأخيرة تطوراً في عمليات القنّاص، الذي بات يستهدف أيضاً المسار الذي يسلكه مستوطنو كريات أربع في طريقهم إلى قلب المدينة". ويكشف أن "قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، مردخاي نوما، وقائد قوات الجيش في الضفة، ليئور كرملي، عقدا لقاءات مكثفة مع قادة جهاز الاستخبارات الداخلية (الشاباك) لبحث أنجع الطرق التي يمكن أن تقود إلى اعتقال أو تصفية القناص". وينوّه إلى أن "أحداً لا يعرف إن كان قنّاص الخليل، هو أحد أبناء المدينة أم أنه يأتي من إحدى القرى أو البلدات المجاورة لينفذ عملياته ثم ينسحب بهدوء خارج المدينة".
ويفيد بأن "هناك خلافاً داخل الجيش والاستخبارات بشأن مؤهلات قنّاص الخليل"، منّوهاً إلى أن "هناك من يرى أنه قنّاص محترف، يستطيع الإصابة بدقة متناهية من على بعد 500 متر، في حين أن هناك من يرى أن الحديث يدور عن شخص تمكن من تطوير بندقية قنص خاصة به".
من جهته، يُحذّر المعلّق العسكري في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، من أن "الحكومة الإسرائيلية تؤدي دوراً في تأجيج الانتفاضة، من خلال عجزها عن وضع حدّ للاعتداءات التي ينفذها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين".
وفي تعليق للقناة مساء السبت، ينوّه بن دافيد إلى أن "سلوك المستوطنين العدائي والاستفزازي تجاه الفلسطينيين يُقلّص فرص تهدئة الأمور"، مشيراً إلى أن "تواجد الجيش الإسرائيلي يوظف لتوفير مظلة لتواصل هذه الاعتداءات".
ويوضح بن دافيد أنه "في كثير من الأحيان يعتدي المستوطنون على الفلسطينيين، في ظل وجود الجنود الإسرائيليين، الذين لا يحركون ساكناً، ولا يبدون أي رغبة في التدخل". ويلفت إلى أن "قادة المستوطنين قاموا بحملات لشيطنة عدد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، لمجرد أنهم أبدوا ملاحظات على سلوك المستوطنين".
ويتهم بن دافيد الإعلام الإسرائيلي بـ"غضّ الطرف عن جرائم المستوطنين وعدم تغطيتها والتعاطي معها وكأنها غير قائمة". ويكشف أن "الإسرائيليين أدركوا الدرس، فكل من يعترض على سلوك اليمين الديني المتطرّف، يتم وصفه بأنه يساري".
من ناحيته، يُحذّر الكاتب اليميني آساف جولان، من أن "العملية الإرهابية المقبلة التي ستنفّذها التنظيمات اليهودية السرية ستكون مسألة وقت فقط، بسبب حالة التحريض العارم التي تسود إسرائيل". وفي مقال نشرته صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، في عددها يوم الجمعة، اتهم جولان المرجعيات الدينية اليهودية بـ"المسؤولية عن توفير مظلة شرعية للعمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات اليهودية، من خلال التأييد أو الصمت".
اقرأ أيضاً: كاميرات المراقبة.. أجهزة مموهة ترصدُ المقاومين في الضفة الغربية