"قلبي فانوس": عودة إلى السيرة الهلالية

17 مايو 2019
(فرقة "الورشة" في عرض سابق)
+ الخط -

في عام 1987، تأسّست فرقة "الورشة" المصرية على يد المخرج حسن الجريتلي (1948) مع ولادة الفرق المسرحية المستقلة، بعد أكثر من ثلاثة عقود على هيمنة القطاع العام على المسرح، وشاركه البدايات جينها كلّ من الفنانيْن أحمد كمال وعبلة كامل.

قدّمت الفرقة بعض العروض التي تقوم على تمصير المسرح الغربي، ومحاولات أخرى في مسرح الجسد والإيماء، لكنها ارتبطت بشكل أساسي بتأديتها مسرح خيال الظل، والحكي، والسير والمواويل القصصية مثل "شفيقة ومتولي" و"حسن ونعيمة" و"التحطيب" و"الأراجوز".

"قلبي فانوس" عنوان ليلة الحكي التي تقدّمها الفرقة عند التاسعة والنصف من مساء الثلاثاء المقبل، الحادي والعشرين من الشهر الجاري، في إطار "ليالي رمضان" التي ينظّمها "المعهد الفرنسي" في القاهرة.

تتكوّن الليلة من جزأين؛ الأول يتضمّن حكايات وأشعاراً وأغانيَ من التراث الشعبي، ويُقام في فناء المعهد في حي المنيرة، ومنها "مربعات ابن عروس" التي لا يزال الخلاف بين الباحثين حول نسبتها إلى صاحبها وحول أصوله هل هي مصرية أو تونسية، وإن كانت جميع أشعاره منسوبة له أو تمّ تجميعها على مرّ السنين، وهي تُكتب بأربع شطرات ومنها: "ولا بد عن يوم معلوم/ تترد فيه المظالم/ أبيض على كل مظلوم/ أسود على كل ظالم".

يشير الجريتلي في لقاء سابق إلى أن "فلسفة الحكي قائمة على التخلص من الموروث في الحكي، حتى يتمكن الحكواتي أن يستخلص نفسه من تراكمات سنوات تحول بينه وبين التعبير عن نفسه، دون إعطاء دلالة ما، وتراث الحكايات الإذاعية التي تتميز بالسذاجة والافتعال، وغيرها من الأشكال التي تجعل الحكواتي لا يحكي، وإنما يحاكي الحكاء المفترض في ذاكرتنا".

الجزء الثاني من الليلة سيكون خاصاً بالسيرة الهلالية، يبدأ عند الحادية عشرة والنصف مساء في مقهى سعيد حلاوة في المنيرة، حيث يتضمّن مقاطع من الملحمة الطويلة التي تصف هجرة بني هلال، وتمتد لتشمل تغريبة بني هلال وخروجهم من ديارهم، الخرمه ورنية في عالية نجد إلى تونس، وقد تراكمت مع الزمن لتبلغ نحو مليون بيت شعر.

ومن السيرة الهلالية تتفرّع قصص كثيرة مثل قصة الأمير أبي زيد الهلالي وقصص أخته شيحة المشهورة بالدهاء والاحتيال، وسيرة الأمير ذياب بن غانم.

المساهمون