أعلنت جمعية "قطر الخيرية" انطلاق العمل في إنشاء 14 وحدة عزل مجتمعي بمحافظة إدلب في شمال سورية، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، وتحسباً لتفشي فيروس كورونا في مخيمات النازحين المكتظة، وأنه سيستفيد منها نحو 2800 من سكان المخيمات.
وتقدَّر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ1.6 مليون دولار، وأسهم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية بـ830 ألف دولار منها، فيما تجهز قطر الخيرية الوحدات الطبية بقيمة 770 ألف دولار.
وقالت الجمعية في بيان، اليوم الاثنين، إن مراكز العزل المجتمعي المنتظر انتهاء إنشائها في مطلع سبتمبر/ أيلول المقبل، ستوفر مكاناً لعزل الأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، وأيضاً المصابين أصحاب الأعراض الخفيفة، للحيلولة دون تفشي الوباء في المخيمات ومناطق النزوح.
ويهدف المشروع إلى توفير خدمات صحية لإنقاذ الحياة، واستدامتها، لجميع الفئات العمرية من الذكور والإناث، مع الاهتمام بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بين النازحين وداخل المجتمعات المضيفة في 14 منطقة فرعية في محافظة إدلب، وستعمل وحدات العزل المجتمعي على جمع العينات، واكتشاف الإصابات، وحجر المصابين بالفيروس ومتابعتهم.
ويعمل المشروع بالتنسيق مع منظمات صحية غير حكومية ستكون مسؤولة عن تدريب العاملين الصحيين، والفرز الصحي، والترصد والمتابعة، لتشكيل نظام متماسك يحتوي بكفاءة الفيروس، ويمنع التفشي.
وقال مدير مكتب قطر الخيرية في تركيا، محمد واحي، إن المشروع يعكس وضع الجمعية في المنظومة الإنسانية التي تؤطر جهود الاستجابة للأزمة الإنسانية في الشمال السوري، إذ كانت من أُولى المنظمات التي دعتها منظمة الصحة العالمية لتكون عضواً فاعلاً في مجموعة العمل الخاصة لتدبير فيروس كورونا في المنطقة.
ويُعَدّ إنشاء مراكز العزل المجتمعي ضرورة قصوى، وهو على رأس التوصيات التي أقرتها مجموعة عمل كورونا المعنية بالتدخلات الطبية في شمال غرب سورية، التي تقودها منظمة الصحة العالمية، والتي حددت ثماني نقاط أساسية للتدخل، وتشمل التنسيق والتخطيط والمراقبة، وأنشطة التوعية وإشراك المجتمع، وتوزيع سلال النظافة، والمراقبة والترصد، وتتبع الحالات والمخالطين، والوقاية من العدوى، ومكافحتها، وتدريب الكوادر الصحية.
وتتكون وحدة العزل من ست خيم كبيرة تمثل كل منها جناحاً لاستقبال المرضى لأغراض مختلفة، وتخدم تدفق المرضى المصمم مسبقاً لضمان عزل الإصابات خفيفة الشدة عن المشتبه فيها والمؤكدة، وتزويدهم بالعلاج، إذ سيكون استقبال المرضى على ثلاث مراحل.
ووفرت "قطر الخيرية" سابقاً 72 خيمة عزل لمختلف المنشآت الصحية في الشمال السوري، إضافة الى توفير أدوات الحماية الشخصية لمناطق في ريف حلب وعفرين وإدلب.