"قطب" مخفية لاحتمالات استبدال دي ميستورا أو التمديد له

27 مارس 2017
بدا فيتو النظام واضحاً ضد دي ميستورا(فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

تتضارب الأنباء والمعلومات حول مستقبل المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وكذلك حول تفاصيل علاقته بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وذلك بعد تواتر الأنباء التي تؤكد أنه لن يتم تجديد تكليفه كمبعوث أممي إلى سورية مرة أخرى في منتصف أبريل/نيسان المقبل، موعد انتهاء ولايته رسمياً.
وعلى الرغم من أن عدداً من المصادر في الأمم المتحدة أكدت، لـ"العربي الجديد"، أن حظوظ تجديد تكليف دي ميستورا بمنصب المبعوث الأممي إلى سورية ضعيفة للغاية، إلا أنها تعارضت في بعض التفاصيل بين من أكد أن دي ميستورا كان يرغب في التنحي عن منصبه قبل ستة أشهر من الآن، وبين من يؤكد أنه كان يسعى لتمديد تكليفه عاماً آخر، ولكن هذا الأمر اصطدم بعدم اقتناع الأمين العام للأمم المتحدة، وأخيراً بفيتو النظام السوري ضد شخص دي ميستورا.


وبدا فيتو نظام بشار الأسد واضحاً ضد شخص الدبلوماسي السويدي الإيطالي في رفض النظام، قبل أيام، استقبال دي ميستورا قبل بدء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 5، ومن ثم التصريحات غير اللائقة والبعيدة عن الدبلوماسية التي أطلقها رئيس الوفد المفاوض للنظام، بشار الجعفري، والتي أشار فيها، يوم الخميس، إلى أن عدم استقبال النظام لدي ميستورا في دمشق كان بسبب خروجه عن التكليف الممنوح إليه، مؤكداً أن النظام سيعمل على إلزامه بالتكليف في حال خرج عنه مرة أخرى. وبحسب المصادر، فإن دي ميستورا أجرى قبل عدة أسابيع اجتماعاً مع غوتيريس، الذي قام إثر ذلك بالتمديد لنائب المبعوث، الدبلوماسي المصري رمزي عز الدين رمزي، لمدة ستة أشهر، لكنه لم يمدد لدي ميستورا.
 
وأشارت المصادر في الأمم المتحدة إلى أن دي ميستورا (70 عاماً) سيستمر في أداء مهامه كوسيط حتى يتم التوافق على مبعوث أممي آخر، أو أنه سيكلف نائبه رمزي بالقيام بمهامه بعد انتهاء مدة تكليفه في منتصف الشهر المقبل.
وأكدت المصادر أن دي ميستورا لا يود التقاعد من العمل الدبلوماسي، بل كان قد وضع نصب عينيه الحصول على منصب مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية (undp)، والذي تديره الآن رئيسة الوزراء النيوزلندية السابقة، هيلين كلارك. ويبدو أن طموحات دي ميستورا تصطدم بتردد أميركي بالموافقة، خصوصاً أن هذا المنصب يكون عادة من حصة أميركي، ولا تود واشنطن أن يتحوّل تنازلها عنه للمرة الأولى، بموجب اتفاقات مع الحكومة النيوزلندية، نوعاً من التقليد يجعل الدبلوماسيين الأميركيين يفقدون حصرية المنصب.

ودي ميستورا دبلوماسي سويدي حاصل على الجنسية الإيطالية، من مواليد العام 1947، في العاصمة السويدية ستوكهولم، عضو سابق في الحكومة الإيطالية. وبعد مسيرة 40 عاماً في مختلف وكالات الأمم المتحدة، تم تعيينه وكيلا لوزارة الخارجية في الحكومة الإيطالية التي كانت برئاسة ماريو مونتي، قبل أن يتسلم منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية في يوليو/تموز 2014، خلفاً للدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي.