لا يختلف إثنان أن فنون الشارع لم يكن لها أن تعرف تلك النهضة التي عرفتها في السنوات الأخيرة لولا "الثورة" في 2011، فقبل ذلك كان أبواب الفضاءات العامة شبه موصدة بحكم التضييق البوليسي على محاولات تجسيد فن في الشارع سواء من خلال المسرح أو الموسيقى أو الغرافيتي.
كانت فكرة بعث "مهرجان فنون الشارع" في مدينة قصر هلال، في وسط تونس، في صيف 2011 تعبيراً عن الموجة الجديدة، والتي وإن عرفت شيئاً من التراجع في الفترة الأخيرة إلا أن هذه التظاهرة حافظت على استمراريتها، ولعل أحد أسباب ذلك هو بقاء تنظيم الدورة بعيداً عن الدوائر الرسمية وبالتالي قريبة من صنّاع هذا الشكل الفني.
ثمة توقعات كثيرة بأن فنون الشارع ستعود إلى انكماشها، بعد الكثير من حوادث الصدام مع السلطة أو عدم التفهم من بعض المواطنين وتفكك جماعات مختصة، غير أن تظاهرة قصر هلال ستشهد بداية من الغد دورتها الخامسة التي تفتتح في شوارع مدينة قصر هلال بعرض كرنفالي تشارك فيه عدد من الفرق الموسيقية الشبابية التونسية وعروض دمى عملاقة.
تتواصل دورة هذا العام إلى غاية 30 من الشهر الجاري بعرض لفرقة "الحمائم البيض". مدينة قصر هلال باتت تنتظر هذا الموعد السنوي، ويساهم أبناؤها بصفة عفوية وطوعية في تنظيم فعالياته.