تعدّ فنون الشارع "ابناً شرعياً للثورة" في تونس، إذ لم يكن لها حضور كبير في حياة التونسيين وفي مُدنهم قبل 2011. ورغم تراجع مكتسبات حرية التعبير في السنوات الأخيرة، بفعل المتغيّرات السياسية، إلا أن فنون الشارع حافظت شيئاً ما على بعدها الرمزي، ولعلها تمثل بارومتر هذه المكتسبات.
"مهرجان فن الشارع" الذي يقام سنوياً في مدينة قصر هلال الساحلية، ظهر سنة الثورة للاحتفاء بهذا الطارئ الذي غمر جدران الفضاء العمومي وساحاته. يحاول المنظمون في كل دورة أن يتخذوا من أحد فنون الشارع محوراً. ستركز دورة هذا العام، وهي الرابعة، على المسرح في الفضاءات العامة.
تنطلق تظاهرة 2015 يوم غد بورشات تستمر حتى 8 آب/ أغسطس، لتبدأ العروض من يوم 9 إلى آخر أيام المهرجان، أي 16 من الشهر الجاري. دورة تنظمها "جميعة أبولون".
يقول رئيس الجمعية، مهدي دلالة في حديث لـ "العربي الجديد": "صار لنا مع هذه الدورة الرابعة تقاليد، حتى أننا كنا نعرف تضييقات من السلطات أو من مواطنين لا يستوعبون الفكرة، فأصبحت كل المدينة تنتظر فعاليات المهرجان".
يعتبر دلالة أن تقلّص التضييقات وتقبّل مفاهيم فن الشارع مؤشر مهم ويدعو إلى التفاؤل، مشيراً إلى أن "وزارة الثقافة أصبحت داعماً للمهرجان، خصوصاً على مستوى العروض".
من جهته، يقول المسؤول عن العلاقات الخارجية في "جمعية أبولون"، وائل بن نجيمة: "إن المهرجان في دروة هذا العام يأخذ بعداً دولياً لأول مرة بمشاركة "مسرح الحارة" من فلسطين ومشاركة فرنسية".