أفرجت قوات سورية الديمقراطية "قسد"، اليوم، عن عشرات العائلات المحتجزة في مخيمات النازحين الواقعة في مناطق سيطرتها في شمال غربي سورية، وذلك بعد وساطات من شيوخ ووجهاء محليين.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات سورية الديمقراطية نقلت قرابة 500 شخص من النساء والأطفال المحتجزين في المخيمات الخاضعة لسيطرتها بريف دير الزور والحسكة.
وذكرت المصادر أن النازحين هم من أبناء بلدات السوسة والباغوز والشعفة، وجلهم كانوا في مخيم الهول الواقع بريف الحسكة، وتم نقلهم من قبل قوات تابعة لـ"مكتب العلاقات العامة بمجلس دير الزور المدني" التابع لـ"قسد".
وأوضحت المصادر أنه تم نقل النازحين إلى بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، تمهيداً لنقلهم إلى مناطقهم في ريف دير الزور الشرقي، حيث تمت العملية بوساطة وجهاء وشيوخ عشائر محليين.
وكانت "قسد" قد أفرجت في أوقات سابقة عن عدة دفعات من النازحين في المخيمات التي توصف بـ"السجون"، وجلّ هؤلاء النازحين من الأطفال والنساء وجميعهم من المكوّن العربي، ونزحوا بسبب الحرب على تنظيم "داعش"، وتتّهمهم "قسد" بأنهم حاضنة للتنظيم، وتطلب منهم تعهدات وضمانات بأن لا يكونوا حاضنة للتنظيم قبيل إطلاقهم.
وكان القائد العام لـ"قسد" "مظلوم عبدي" قد عقد، أخيراً، اجتماعاً مع شيوخ ووجهاء محليين من المكوّن العربي، بضغوط ورعاية أميركية وفق المصادر، وجرى خلال الاجتماع حديث عن مصير النازحين وعن مستقبل المناطق التي يشكل المكون العربي غالبيتها.
ويعاني المكوّن العربي بحسب المصادر من إلصاق تهمة "الانتماء لداعش" به، فضلاً عن اتهامه بأنه حاضنة للتنظيم من قبل مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تسيطر على مراكز القرار في "قسد".
وذكرت المصادر أن جميع من أطلقتهم "قسد" من مخيمات النازحين تعهدوا برعاية الشيوخ والوجهاء بأن "لا يكونوا حاضنة للتنظيم"، وخاصة أن من هذه العائلات عناصر كانوا قد انضموا للتنظيم بإرادتهم، وآخرين انضموا إليه بحكم سلطة الأمر الواقع.
وتواجه "قسد" أخيراً في ريف دير الزور مظاهرات متكررة واحتجاجات على الواقع الأمني والخدمي المتردي في ظل سيطرة المليشيات على المنطقة، وهي المنطقة التي شهدت المعارك الأعنف مع "داعش" سابقاً. وتتزامن تلك المظاهرات مع العديد من المشكلات التي تواجهها "قسد" في المخيمات، وخاصة في ملف الأجانب من عناصر تنظيم "داعش" وذويهم.