نقلت وكالة "رويترز" عن قيادي بمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قوله، اليوم السبت، إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستبدأ هجوماً اليوم ضد آخر جيب يسيطر عليه تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية حيث يدعم التحالف بقيادة أميركا العمليات ضد التنظيم.
وأضاف المسؤول الإعلامي بـ"قوات سورية الديمقراطية"، مصطفى بالي، "ستنطلق المعركة هذه الليلة وستكون مهمتها القضاء على آخر فلول التنظيم الإرهابي"، واصفاً المعركة بأنها المعركة الأخيرة.
وتابع أن "قسد" تعاملت خلال الأيام العشرة الأخيرة مع المعركة بصبر، إذ تم إجلاء المدنيين من الجيب الذي يضم قريتين قرب الحدود العراقية. وقال إنه جرى إجلاء أكثر من 20 ألفاً من المدنيين.
إلى ذلك، شنّت طائرات التحالف الدولي، مساء اليوم، هجوماً على الجيب الأخير لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور، شرقي سورية، ما أدى إلى هروب مقاتلين إلى الجهة الغربية من نهر الفرات، التي تسيطر عليها قوات النظام والمليشيات التابعة لإيران.
وقال الناشط الإعلامي صهيب جابر لـ"العربي الجديد" إن المقاتلين استقلوا قوارب وهربوا من الباغوز تحت قصف مليشيا "قسد" وطائرات التحالف الدولي إلى الجهة الغربية من نهر الفرات.
وأوضح أن بلدة الباغوز تشهد قصفاً عنيفاً من طائرات التحالف وقوات "قسد" وأشار إلى أن أطرافها تعرّضت لهجمات من مقاتلي "قسد" بهدف السيطرة عليها.
وأضاف أن القوارب التي استقلّها عناصر "داعش" تعرّضت لغارات من طائرات التحالف، ما أوقع خسائر في صفوفهم، كما اشتبكوا في نفس الوقت مع عناصر تابعين للنظام،
ومنذ أشهر شنّت "قسد" معارك بهدف القضاء على التنظيم المتحصن في منطقة هجين وباديتها، وتمكّنت من حصره في بلدة الباغوز شرقي نهر الفرات.
وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد أعلن مؤخراً أن تنظيم "داعش" بات محاصراً في مساحة تعادل أقل من واحد في المائة من مساحة "الخلافة" التي أعلنها عام 2014، في ضوء خسائره الميدانية المتلاحقة.
وقال نائب القائد العام للشؤون الاستراتيجية والمعلوماتية اللواء في الجيش البريطاني كرستوفر ككا، في بيان للتحالف، "نستمر في الضغط على الباقين من إرهابيي داعش.. لحصرهم في رقعة صغيرة، تعادل حالياً أقل من واحد في المائة من مساحة الخلافة الأصلية".
غير أن تلك التصريحات التي تبدو متفائلة بعض الشيء، تثير علامات استفهام عديدة لدى بعض المراقبين السوريين، ولا سيّما أن نزع قبضة "داعش" عن مناطق نفوذه قد لا يعني بالضرورة انتهاءه، إذ لا تزال فلوله متناثرة على امتداد المناطق الصحراوية بين سورية والعراق.
وفي هذا السياق، رأى العميد الركن والمحلل السياسي السوري أحمد رحال أن "قوات سورية الديمقراطية" عقدت العديد من الاتفاقات التي خرج فيها مقاتلون من "داعش" إلى البادية السورية شرق حمص، وهناك تجمعات كبيرة لهم في المنطقة. كذلك أشار إلى أن هناك تجمعاً كبيراً أيضاً في بادية السويداء الشرقية، بعلم قوات النظام السوري.
(العربي الجديد، أحمد الإبراهيم)