"قرية حروفي"... تعلم العربية بسهولة في بلاد الغربة

06 اغسطس 2016
يحتاج الأهل في الغربة إلى المصادر التعليمية العربية (Getty)
+ الخط -

عانت في صغرها من صعوبة القراءة بالعربية بعكس الإنكليزية التي كانت أكثر مرحا بالنسبة لها، لذا حاولت تسهيل تعليم أساسيات اللغة العربية للأطفال بشكل ترفيهي وممتع حتى توصلت إلى مشروع "قرية حروفي".

تقول نتاشا كورياب Natasha Quariab مؤسسة المشروع، "قرية حروفي" عبارة عن سلسلة رسوم متحركة وتطبيق يُعلم الطفل كيف يقرأ بالعربية وكيفية تكوين الكلمات بمفرده بالاعتماد على صوتيات الحروف حيث يمثل كل حرف شخصية مختلفة تساعد الطفل في تذكر صوت الحرف، وأثناء مغامرات شخصيات الحروف عليهم التعاون لتكوين كلمات تساعدهم في النجاح في مسعاهم، وهنا يصير بين الطفل والحرف والشخصية رابط يجعله يرى الكلمات كأنها رسوم ويصير يميز الحروف وبالتالي سهولة عملية القراءة بطريقة غير تلقينية.

وأشارت: لا شيء كهذا متاح حاليا بحسب الدراسة الأولية للسوق، فمن خلاله يستطيع المعلم أو الوالدان قياس مدى استيعاب الطفل لصوتيات الأحرف وتكوين الكلمات عن طريق الألعاب وما هي المرحلة التي وصل إليها، والتطبيق مرشح لأي طفل حول العالم وليس الطفل العربي فقط لأنه يشتمل على ألعاب ترفيهية وتعليمية يتفاعل معها في خمس دقائق فقط هي مدة كل حلقة دون مجهود منه.


 

بداية الفكرة

عن بداية الفكرة تقول: وظيفة الأم هي الوظيفة الأجمل والأكثر تطلبا على مستوى العالم وهي ما دفعتني لتصميم "قرية حروفي". عشت مع ابني في أميركا وبريطانيا ووجدت فقرا في الموارد التعليمية العربية مقارنة باللغات الأخرى، وشعرت بالخوف من عدم ارتباطه بالعربية لعدم وجود أطفال حوله يتحدثون العربية، حتى أن العرب في الخارج لا يتحدثون بلغتهم،

والآن يبلغ ابني من العمر خمس سنوات، وجاء الوقت ليتعلم الحروف والقراءة بالعربية، ومن هنا فكرت في برنامج ترفيهي لتعليم العربية دون الحاجة لمعلم ودون الاعتماد على الأم، وكخطوة تجريبية أنتجنا حلقة ومررناها على أطفال أميين عرب من أصل سوري ( 7سنوات و10 سنوات) وقد ساعدتهم كثيرا في تذكر صوتيات كل حرف من أول مرة وطلبوا المزيد من الحلقات.

 

صعوبة التمويل

وتوضح: تمويل مثل هذه المشروعات يقف عقبة أمام انتشارها، فمنذ إعلان الفكرة قبل عامين استطعنا جمع جزء من التمويل في صورة تبرعات، ولكنه تمويل مبدئي لا يستطيع إنجاز التطبيق بأكمله، ولكي تنجح "قرية حروفي" في إحداث ثورة في تعلم العربية نستمر في طلب المساعدة والبحث عن جهات وأشخاص لإنهاء العمل عليه وإنتاج المزيد من الحلقات، نطلب كذلك الدعم بالكتابة ونشر الفكرة لأننا نأمل أن ينتشر برنامج "قرية حروفي" كمرحلة مبدئية على جميع القنوات العربية الفضائية المخصصة للأطفال ومن ثم إتاحته على موقع يوتيوب بالمجان، وتحويله إلى تطبيق لأجهزة المحمول الذكية يحتوي على ألعاب ومقاطع فيديو صغيرة تعزز معرفة الطفل بالحروف في سبيل محو الأمية العربية لدى الأطفال بطريقة سهلة، ومساعدة الأطفال العرب اللاجئين في أوروبا لتعلم العربية وعدم إهمالها دون الحاجة لمعلم، ولسد الفجوة بين الموارد المتاحة للعربية وغيرها من اللغات، كما نتمنى أن نعيد الولاء للغتنا الجميلة وننميه في أطفالنا. 

 


العربية في مواجهة الإنكليزية

وتتابع: اللغة العربية ليست صعبة إذا ما توفرت المصادر والموارد التي تساعد على التعلم، وإذا ما توفرت رغبة الأهل والمعلم حتى تصل للطفل بطريقة مسلية، وللأسف كثير من الأهالي العرب يركزون في المقام الأول على اللغة الإنكليزية، فيكون كلا الوالدين عربا ونجد أطفالهما لا يتحدثون العربية لأن الأهل ليس لديهم الرغبة في تعلم أطفالهم العربية، المعلم أيضا

يستطيع تسهيل العربية إذا ما قدمها بطريقة ممتعة ومسلية، وأتذكر عندما كنت أدرس بالجامعة حضرت محاضرة باللغة اليابانية وكنت أتوقع صعوبة اليابانية، ولكن طريقة تقديم اللغة وتعليمها جعلتني أتعلق بها وأواصل الحضور، فقد كان المحاضر يأتي بالألعاب والرسوم ودمى تتحدث مع بعضها البعض، اليابانيون بشكل عام يمتلكون طرقا جيدة في التعليم رغم أن طريقة كتابة الحروف اليابانية تعد أمرا صعبا للغاية.

ومع إيمانها بأهمية وجمال اللغة العربية وضرورة الحفاظ عليها، فضلت نتاشا الإعلان عن "قرية حروفي" على شبكة الإنترنت باللغة الإنكليزية وتفسر: هناك الكثير من الأجانب متزوجون من عرب وأولادهم عرب ومع ذلك لا يتحدثون العربية، ولهذا حاولنا الوصول لهذه الفئة لتعليم أولادهم العربية، كذلك أكثر العرب يستوعبون الإنكليزية بعكس الأجانب الذين لا يستوعبون العربية بسهولة، لذلك فضلنا الإعلان بالإنكليزية صوتا وبالعربية كتابة حتى نصل لأكبر قدر من الناس.

 

المساهمون