شهِد مسرح العرائس في العقدين الأخيرين توجهاً كبيراً نحو جمهور الراشدين، بعد أن ظلّ لعقود عديدة تطارده صورة نمطية عربياً، تصنّفه كمسرح موجه للطفل فقط، وتعدّ تونس من البلدان العربية الرائدة في مجال فن العرائس المسرحي الذي يخاطب الكبار.
من ذلك شهدنا مؤخراً، مسرح عرائس يعيد تقديم النصوص المسرحية الكبرى كأعمال شكسبير على سبيل المثال، كما في الدورة الأولى من "أيام قرطاج لفنون العرائس" التي انطلقت في السنة الماضية، وها هي الثانية تبدأ عروضها عند الثالثة من بعد ظهر غدٍ الثلاثاء، 17 من الشهر الجاري وتتواصل حتى 24 منه.
العروض تقام في "مدينة الثقافة"، في تونس العاصمة تحت شعار "ماريونات في قلب الحياة"، وتستعيد الدورة تجربة العرائسي الراحل سمير بسباس من خلال عرض أربعة أفلام قصيرة له إلى جانب شهادات عن سيرة حياته.
يشارك في "أيام قرطاج لفنون العرائس" 18 بلداً بـ 23 عرضاً هي تونس، والجزائر، ومصر، والإمارات، وإيران، وتركيا، وكندا، وإسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وهولندا، وبلجيكا، والمجر، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وتشيلي، واليونان، وروسيا.
ومن أبرز العروض: "الوصية" و"البجعات" و"عازف الليل" من تونس، و"في كل بيت" من الجزائر، و"جتابل" من كندا، و"فيدا" من إسبانيا، و"أوبرا بوفا" من إيطاليا، و"شبح وسط المدينة" من فرنسا، و"أعمى" من هولندا، و"عرائس بودابست" من المجر، و"الأصلع والحمامة" من إيران، و"المسخ" من روسيا وغيرها.
إلى جانب العروض، يجري تصميم عروسة عملاقة تجسّد "أروى القيروانية" بطول 12 متراً، ترمز بحسب القائمين إلى النضال والمقاومة، بمناسبة ترشيح "الصداق القيرواني" ضمن التراث العالمي غير المادي.
كما تكرّم الدورة الثانية الفنانين عياد معاقل ومحمد نوير، وتقام ندوة علمية حول "فن مسرح العرائس..التشكيلي والتعبيري".
كذلك يستضيف المهرجان عدداً من أبرز الفنانين المتخصّصين عالمياً في هذا النوع من المسرح، من بينهم إدي بودمجي رئيس "الاتحاد الدولي للعرائس"، وبنوا لاقراندور مخرج ومؤلف درامي وممثل من كندا، وإيمي ترومبلاي من "جامعة مونتريال"، وآن فرنسواز كابانيس المديرة الفنية لـ "المهرجان العالمي لسمرح العرائس" بشارلفيل.