كشفت جريدة "فاينانشال ريفيو" الأسترالية اليوم الخميس، عن أن شركة "طيران الاتحاد" تلقت دعماً مالياً ضخماً من العائلة المالكة في إمارة أبو ظبي، على عكس الإنكار الطويل، وذلك بحسب وثائق كشفت عنها مؤسسة "فيرفاكس ميديا".
ولفت التقرير، الوارد في تقرير الصحافي جون آستون، إلى أن "الخطوط الجوية المملوكة للدولة الإماراتية لديها حق النفاذ إلى قرض سري بلا فائدة قيمته 3 مليار دولار من العائلة المالكة في أبو ظبي، مع فترة سماح عن السداد تستمر حتى 2027".
تساؤلات من المنافسين
وقد أنكر الرئيس التنفيذي لشركة طيران الاتحاد، جاميز هوجن، بشكل متكرر تلقي الشركة دعماً.
وقال "نحن شركة مملوكة للحكومة، ولكنها تأسست وأديرت كمشروع تجاري"، وتابع في تصريح له في نادي الطيران الدولي في واشنطن في العام 2009: "نحن لا نحصل على مساعدات من الدولة".
ولفت التقرير إلى أن إنكارَ شركة طيران الاتحاد استنادَها مالياً الى الدولة أثار تساؤلات لدى منافسيها، مثل الخطوط الجوية "كانتاس" التي اتهمت الشركة بأنها تتبع سلوكاً متوحشاً ممولاً بمعونات كبيرة من أبو ظبي.
في حين تشير مراجعة لمؤسسة الاستشارات "بوز أند كو" أن شركة طيران الاتحاد استخدمت خصومات خاصة لتسجل أرباحها الأولى بـ 14 مليون دولار في شباط/فبراير 2012.
ويشير تقرير "فايننشال ريفيو" إلى وجود وثيقة أخرى عائدة للعام 2011، قدمت للدائنين المحتملين في لقاءات خاصة في نيويورك ولندن وسيدني، تتعلق بهذا الموضوع أيضاً. ومنذ ذلك الوقت، دارت المعلومات في الحلقات الإدارية لمنافسي الاتحاد، ككونتاس وطيران الإمارات.
مطالب بالتحقق من المعلومات
من جانبها، أشارت وكالة "رويترز" كذلك إلى أن الشركة الإماراتية تدرس استثماراً محتملاً في شركة الطيران الايطالية المتعثرة "أليطاليا". كما أن طيران الاتحاد مساهم رئيسي في شركة "فيرجن أستراليا" التي تخوض منافسة محتدمة على الأسعار والطاقة الاستيعابية مع "طيران كونتاس" الناقلة الرئيسية في البلاد.
وتقوم كوانتاس بحملة لحشد دعم الحكومة، وإدخال تغييرات على قانون يقيد الملكية الأجنبية فيها.
وقالت رابطة الطيارين الأستراليين والدوليين، إنه ينبغي التحقق من المزاعم بشأن دعم الأسرة الحاكمة واتخاذ إجراءات من أجل دعم المنافسة النزيهة.
وقال رئيس الرابطة ناثان سيف إن "مساهمة الاتحاد في إصدار أسهم فيرجن الذي بلغ قيمته 350 مليون دولار أسترالي (322.6 مليون دولار) العام الماضي، كانت حاسمة في نجاح الإصدار. نعلم الآن أن هذه المساهمة كانت مدعومة بالسخاء المعفي من الفوائد من الأسرة الحاكمة في أبوظبي".
وأضاف "هذا التشويه الواضح وغير النزيه للمنافسة ما كان ليسمح به أبداً في أي قطاع آخر من قطاعات الاقتصاد الأسترالي، وينبغي ألا يسمح باستمراره في قطاع الطيران".
والاتحاد للطيران هي شركة الطيران الوطنية الإماراتية، تمتلكها حكومة أبوظبي بالكامل، بدأت برأسمال قدره نصف مليار درهم، وتتخذ من مطار أبوظبي الدولي مركزاً لعملياتها. وتقدم الاتحاد للطيران خدماتها إلى 82 وجهة في الشرق الأوسط، آسيا، أفريقيا، أوروبا، أميركا الشمالية وأوقيانوسيا.