تقيم "رابطة عشاق الكتب" في سوسة التونسية أمسية عند السادسة والنصف من مساء بعد غد الإثنين، 12 من الشهر الجاري في "المقهى الثقافي دار الحبيب" في المنستير بالقرب من مدينة سوسة، فعالية تحت عنوان "تحدي قراءة الأعمال الكاملة لمحمد زفزاف"، وهي الأمسية الثالثة والأربعين في سنتين من النشاط.
بالنسبة إلى القائمين على "التحدي"، فإن قراءة المنجز الكامل لروائي أو كاتب ما، تجعل المتلقي ينتقل من طور القراءة إلى المعرفة، حيث تتكون لديه الصورة الكاملة عن التجربة الإبداعية أو المشروع الفكري لهذا الكاتب أو ذاك.
اختار "عشاق الكتب" أعمال الروائي المغربي زفزاف (1945-2001)، الكاملة والتي تضم 15 عملاً، سبعة منها مجموعات من القصص القصيرة، وقد صدرت أعماله الكاملة في مجلدين؛ الأول يتضمن القصص والثاني الروايات.
ووفقاً لبيان المبادرة فإن "كتابات زفزاف من بين التّجارب الروائية الأولى التي كسرت حاجز "التابوهات" ، بحيث نعثر فيها على مواضيع كانت "محرّمة" سابقاً، مثل الجنس والدّعارة وإدمان الخمر والمخدرات والسياسة والدين وغيرها".
يتابع المنظمون: "مغامرة الكتابة لديه ترسم مسار تفردها، من خلال المعنى الأتوبيوغرافي الذي ينهل من تفاصيل الذات لإعادة إنتاجه وصوغه تخييلاً روائيّاً، مراهناً على مفهوم الكتابة الذاتية الأشبه بالاعترافات دون أن تكون".
زفزاف ولد في سوق الأربعاء الغرب وعاش يتيماً إذ فقد والده وهو ما زال ابن خمسة أعوام، درس الفلسفة وعمل في التدريس لمدة، لكنه سرعان ما فضل التفرغ للكتابة التي ترافقت مع حياة بوهيمية النزعة، لا يختلف في ذلك عن صديقه محمد شكري، صاحب "الخبز الحافي".
كتب صاحب "الأفعى والبحر" روايته الأولى عام 1972، حيث تناولت "المرأة والوردة" المجتمع المغربي ومعاناته في الفقر والتأخر الاجتماعي والقيم التي تظلم المرأة، وتطرق العمل إلى تجربة الهجرة لإسبانيا والمغامرات العاطفية وتهريب المخدرات في وقت العوز.
أما عمل "الثعلب الذي يظهر ويختفي" (1989) فهو عن حياة التشرد والبوهيميا والتفاصيل اليومية في عيش الإنسان الـ "هيبي" في المغرب، وهي رواية سياسية بلا خطاب مباشر وجَهوري، بل إنها تنحو إلى الواقعية المفرطة والبساطة ويبدو الواقع الاجتماعي فيها نتيجة للسياسي دون أن يتعمد الكاتب الأسلوب المباشر في قول ذلك.
يأتي عمله "قبور في الماء" المكتوب عام 1978، ليكون معاصراً فعلاً لواقع اليوم، حيث يحكي قصة غرق مركب بمن كان عليه بالمياه الإقليمية المغربية، وبعد اتهام صاحب المركب صراحة بالتغرير بهؤلاء الغرقى والتسبب في مقتلهم بسبب غياب شروط الأمان في هذا القارب، نكشف أن صاحب القارب مقرب من السلطة.
من أعمال زفزاف الروائية الأخرى: "أرصفة وجدران" (1974)، و"محاولة عيش" (1985)، و"بيضة الديك" (1984"، أما مجموعاته القصصية فمنها "حوار في ليل متأخر" (1970) وهو أول إصداراته.