"قتل في مصر"... مبادرة حقوقية لإحياء ذكرى شهداء الثورة وما تلاها

31 يناير 2019
قتل المئات في مصر خلال السنوات الأخيرة (بيتر ماكديرمايد/Getty)
+ الخط -
بعد مرور 8 سنوات على ثورة يناير، أطلق فريق من المعنيين بالشأن المصري مبادرة "قتل في مصر"، لتوثيق وتكريم الضحايا، وإحياء ذكراهم، والمطالبة بالقصاص ممن حرمهم الحق في الحياة، وتقديم الدعم المعنوي لذويهم.

وقال القائمون على المبادرة، إنها "مبادرة مستقلة، متعددة الجنسيات، وتوثق عمليات القتل خارج القانون في مصر منذ يناير 2011، وحتى الآن".

وانطلق موقع المبادرة في الذكرى الثامنة للثورة، وجاء فيه: "في وسط ظروف سياسية واقتصادية شديدة الصعوبة على الشعب المصري كله، وعلى الذين آمنوا بقيم الثورة من حرية وعدل وكرامة خاصة، نطلق اليوم موقع (قتل في مصر) الذي يوثّق قصص أبطال الثورة، ووقائعها، ولأن ما وقع في السنوات الماضية لم يكن ليحدث لولا ثورة يناير، سواء بالإيجاب والسلب، فنحن نوثق أبطال ثورة يناير، وكل ضحايا القتل خارج إطار القانون في الأحداث التي وقعت خلال الأعوام الماضية".

وقال فريق المبادرة عن أنفسهم: "نحن لم نفقد الأمل في أن يكون ما تمر به مصر الآن هو فترة مؤقتة، أو كبوة عابرة، لتعود بعدها إلى طريق الحرية، ويتمتع أبناؤها بمناخ ديمقراطي يعيشون فيه بحرية وكرامتهم الإنسانية المستحقة، ونبرهن على الأمل بقدرتنا على تحقيق بعض الأشياء الصغيرة، كإطلاق هذا الموقع الذي نعتبره شعلة صغيرة في فترة مظلمة للتذكير بقصص الضحايا الأبطال، كواجب علينا وحق لهم".

وأضاف مطلقو المبادرة: "انطلاق الموقع هو خطوة على طريق طويل نسعى فيه لتوثيق تاريخ حقيقي للأحداث، وخاصة رواية القصة الإنسانية للضحايا، لنتعلم جميعاً أن العنف والقتل ليس الحل، وأن ضحاياه مدنيون أبرياء، وفقدانهم سبّب خسارة فادحة لأسرهم وأصدقائهم وللوطن".



وأضافوا: "نعلم أن هناك العديد من المنظمات والمبادرات المصرية الأخرى قامت بمهمة التوثيق، من خلال إحصاء الأسماء وعدد القتلى، ولم نكن نودّ أن نكرر مجهود الآخرين، لكننا أردنا أن يكون هناك مصدر متاح فعّال ومتجدد على شبكة الإنترنت، يقدم إحصاءً شاملاً لكل حالات القتل خارج نطاق القانون التي وقعت في مصر منذ يناير 2011 حتى الآن، وقد وثقت المبادرات السابقة وقائع منفصلة، ولا يوجد جهة واحدة، في حدود علمنا، قدمت مجهوداً لإحصاء شامل، يشكل كل حالات القتل الجماعي والفردي خارج نطاق القانون، وهو ما نقوم به في هذه المبادرة".

وتابعوا: "ليس الأمر قاصراً فقط على توثيق الأسماء والأرقام، لأننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن توثيق أرقام الضحايا وأسمائهم لا يكفي، فالضحايا ليسوا مجرد أرقام، فقْتل إنسان واحد يعني أنّ عشرات آخرين سيعانون آلام فقده من العائلة والأصدقاء والأزواج والزوجات والبنات والأبناء، والأقارب والجيران، بل المجتمع كله، والوطن هو الذي سيخسر ما كان يمكن أن يقدمه هذا الإنسان من عطاء إذا لم يحرم حق الحياة".



وتوثق مبادرة "قتل في مصر" الأسماء وتحصى الأرقام والأعمار، وتروي قصص الضحايا، وأحلامهم، ونضالهم، وآمالهم في مستقبل أفضل لأنفسهم وأسرهم ووطنهم. "نسعى لكتابة تاريخ حقيقي للضحايا والأحداث، لكن في الوقت ذاته، نريد تعزيز الحلول السلمية للصراعات السياسية التي لن تنتهي، وسرد القصة الإنسانية للضحايا، وربما يردع المعتدون في المستقبل عن تكرار أفعالهم، فالضحية في نهاية الأمر إنسان شبيه بأقرب الناس إليهم، إنسان لديه حياة، وأحلام وآلام، يستحق العيش في سلام، بكرامة وحرية"، حسب موقع المبادرة.

وطالب القائمون على المبادرة مِن كل مَن شارك في الثورة، ولديه قصة عن إحدى ضحاياها، بمساعدتهم، مؤكدين استخدام قواعد البيانات التي قامت مؤسسات مصرية بإعدادها، ومنها قاعدة بيانات مبادرة "ويكي ثورة"، وقاعدة بيانات الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والبيانات الرسمية التي نشرتها وزارة الصحّة في مصر، وما نشرته العديد من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، مثل "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية.

دلالات